الحجاب في مواجهة طوفان التبرج والسفور
حوراء جبار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حوراء جبار

ميّز الباري (سبحانه) ابنَ آدم عن بقية المخلوقات في اللبس؛ لأنه (عزّ وجل) يريد لهذا الإنسان أن يكون خليفته في الأرض، فإرتداء الملابس شأن من الشؤون الحياتية الإنسانية، وظاهرة قديمة بقدم التاريخ البشري، وهذه الظاهرة ذات صلة بمختلف الخصائص الفردية والأجتماعية للانسان،
فالجيش مثلا لباسه مميز؛ ليظهر مسؤوليته، ولذا تجد حتى في الجيشِ نفسه صنوفًا لباسهم يختلف؛ ليتميز كل صنف بأداء المهمة المطلوبة منهم، ومثلما للرجل زي معين يعرف به اسلامه او تدينه مثلا العمامة او الزي الازهري وغيره فان المراة تعرف باسلامها وعفتها من خلال الحجاب هذا بحد ذاته.
فقال تعالى: "إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تعرى وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تضحى"
هنا اقرن الله (سبحانه) نعمة الستر برفاهية العيش من مأكل ومشرب، وعدم التعب، واعتدال الجو.
أضف إلى ذلك فإن اللباس يدل على هوية الشخص؛ فالعربي مثلًا زي خاص يعرف به، وكذا لسائر القوميات والدول أزياء خاصة بها تعرف بها.
ومن هنا أراد الله (عز وجل) أن يلبس الإنسان لباسا يدل على أنه خليفته في أرضه،
قال: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ*يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ"
نلاحظ أن أول أثر ترتب على مخالفة أبوينا أمر الله (تعالى) في الجنة هو التعري الذي يشير إلى خروج الإنسانِ بمخالفته أوامر الله (تعالى) عن عنوان خلافته له (سبحانه)، ومساواته لسائر المخلوقاتِ في خلع اللباس، فكما يجب محاربة الفقر والجوع؛ فيجب محاربةُ العري، فالجوع تحاربه حتى البهائم، ويتميز الإنسان عنها بمحاربة العري.
وما ارادها الله تعالى للمسلمة الا ان تكون أبية محصنة مكرمة عزيزة طاهرة بحجابها ، وعفتها، وسلوكها، قال عز وجل: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
القران الكريم ذكر وبالتفصيل الدقيق ما يخص المراة من حيث الحجاب وذلك لاهمية المراة في المجتمع ولحفظ عفتها وحجبها عن النظرات الدنيئة.
فالحجاب هو ذلك الذي أحترق خلفَ الباب لكنّه لم يسقط من رأس السيدة الزّهراء (عليها السلام)...
فأنجبَ حجاباً آخر، وأحترق و هو يركض بين الخيام لكنّه لم يسقط من رأس السيدة زينب (عليها السلام) فيتضح من سيرتها ومن واقعة الطف بالخصوص وكيف حافظت على حجابها وعباءتها بالرغم من الظروف الصعبة والحرجة والشديدة التي مرت عليها.
(حيث كانت إحدى مبادىء ثورة الإمام الحسين عليه السلام هذه القطعة السوداء (العباءة) كانت رفيقة درب إبنة علي (عليهما السلام) من المدينة إلى مكة، ومن مكة الى كربلاء، ومن كربلاء الى الكوفة، ومن الكوفة الى الشام، ومن الشام الى المدينة فلم تسقط عن رأسها ولم تفارقها لحظةواحدة.
من يتجرأ على الحجاب والعباءة فهو تجرء على الدين وهذا حال المنحرفين والذين ينطق الشيطان على ألسنتهم ضد الملتزمين بالدين بشكل عام وليس فقط بخصوص العباءة والحجاب، فهناك مخطط كبير لتجريد المرأة المسلمة من حجابها وعفتها، ومع ظھور وسائل التواصل الإجتماعي التي أتاحت التواصل و أسهمت في تصاعد إفراز الأفكار العلمانیة و النسویة، وصلنا إلى نتیجة أن الحجاب تحول من كونه فرضاً ثابتاً في عقیدة المسلمة و ھویتھا إلى قطعة قماش، تضعھا على رأسھا إن شاءت و تنزعھا متى أرادت.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat