صفحة الكاتب : حوراء جبار

الأستعمار الجندري الشيطاني.. من الاطفال الضحية الى التفكك الاسري
حوراء جبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الخمسينيات من القرن الماضي ظهر مصطلح الجندر/النوع الاجتماعي للتفريق بينه وبين الجنس البيولوجي او الجنس، تم صك مصطلح الجندر لعدم الرضا عن الهوية الجنسية كما تم استبدال وصف الجنس والذي ظل لقرون يشير للجنس البيولوجي والذي يحدده الشريط الوراثي، ويظهر على الشكل الخارجي كنوع لا دخل للفرد فيه ولا يمكن تغييره ليصبح الاسم الجديد النوع عند الولادة. 
ما معنى هذا الكلام هذا يعني ان نوعك البيولوجي صار لا علاقه له بمليولك الجنسية وكون انه تم فرض نوع بيولوجي عليك لا يعني انك مضطر لقبوله، بل يمكنك تغييره متى شئت وبعد ان كان اضطراب الهوية الجنسية مرضاً نفسياً له علاج، أصبح الآن دور الطبيب الاشراف على عمليات التحويل حتى الوصول لنقطة لا عودة وهي عملية التحويل الجنسي الجراحية.

نشر معهد CIVITAS لدراسة المجتمع المدني كتابا تحت عنوان (التاثير المدمر لايديولوجيا التحول الجنسي) والذي ألقى الضوء على ظلامية ايديولوجيا الجندر وعبثيات التحول الجنسي التي لا ضابط لها وفي جملة الدراسات التي تضمنها الكتاب تذكر مؤلفته (جوانا ويليامز) انه ما بين عامي 2009 و 2010 تمت احالة 40 فتى واثنتين فتاة، الى عيادات تشخيص وتطوير الهوية الجندرية بينما تضخمت هذه الاعداد بين عامي 2018 و2019 لتصبح 624 فتى و1,740 فتاة وذلك في بريطانيا وحدها، أي انه في أقل من عقد واحد تصاعدت نسبة الاضطرابات الجنسية بنسبه 1460% لدى الفتيان بينما بلغت 5337% لدى الفتيات، هذا التصاعد المخيف لم يأتي بين عشية وضحاها كما تبين، وأنما اتى نتيجة تدريجية لسياسات التشوه الجندرية المفروضة قصراً على الاطفال بالغرب، اذ تتنكر ايديولوجيا الجندر لحقيقة اننا نولد ذكورا او أناثا وبدلا من ذلك فانها تدعي بان الأطفال قد يولدون في الجسد الخطا وبناء على ذلك يتم تلقين الأطفال هذه الافكار المدمرة منذ الصغر وبشكل رسمي في الروضات والمدارس او حتى من خلال الافلام والمسلسلات والعروض التقديمية حيث يتعلم الطفل ان جسد الشخص لا علاقة له في ميوله الجنسية.


فـ"الجندرية" جاءت لتسوق المجتمعات البشرية إلى نوع جديد، يغير المفاهيم والمصطلحات على مستوى الأسرة والمجتمع، فيما يخص العلاقة بين الرجل والمرأة في كل المجتمعات البشرية، وتغير الثابت والمستقر عند الشعوب منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، لتغرق الذكر والانثى وتخرجهما عن أصل الخلقة والفطرة {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]..
ليس كما يدعي المروجين لثقافة "الجندر" في بلداننا الاسلامية انها مساواة بين الرجل والمرأة، بل هي نخر في جذع شجرة  البنية الاجتماعية، لتأتي لنا بمجتمع بشري جديد، وتولد أنماطاً جديدة لتنوع الجنسي والتكوين الأسري، أوصلتها بعض الدراسات التي تنتمي إلى الجندرية إلى العشرات  من الانواع الجنسية والانواع الأسرية، بما في ذلك انواع الشذوذ وأسر الشذوذ الجنسي، "يعني أسرة رجالية (بين رجل ورجل)، وأسرة نسائية ( بين امرأة وامرأة.." 
ولم ينتهي هذا المفهوم الفضفاض عند الغاء جنوسة النوع الأنساني بين الذكر والانثى، انما تطور للخروج  حتى عن النوع الانساني نفسه للانواع الاخرى من الاحياء مثل الحيوانات والنباتات وحتى الجمادات، انها الفوضى الجنسية التي لاتعترف بمعايير الا بتعريف المرء لنفسه، حتى لو كان هذا التعريف نتيجة لخلل نفسي ولا علاقة له بالجسد الذي ولد به.

قد سعت المنظمات الدولية الغربية في حملة قوية منذ القرن الماضي  لفرض رؤيتها المتعلقة بمصطلح الجندر بعد نجاحها بفكرة التسويق لمضلومية المثليين اذا ان في الكثير من الدول الغربية اصبح الشواذ حديث البرلمانات و التسابق لشرعنة قوانين حماية الشذوذ واعطائهم حصانة تفوق حصانة المواطن السوي، وغيرها من الحقوق بل ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك حين اصدر قاض ٍ أميركي حكماً بالسجن خمسة عشر عام على رجل انتزع علم الشواذ من باب كنيسة.

لقد انتشر هذا المفهوم في العراق وبدأ يتداول والدعوات اليه في السنوات القريبة نتيجة الاهتزاز المجتمعي وفساد الطغمة الحاكمة في العراق واذعانها للمحاولات الحثيثة من المنظمات الغربية لجعل العراق مطبعاً مع الشذوذ ومحاولة تقنين قانون الجندر او النوع الأجتماعي فيتسلل الى مجتمعاتنا بمصطلحات براقة خداعة (تمكين المرأة، تمكين الشباب، المساوات بين الجنسين، محاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي...، رغم أن مجتمعاتنا تحمل أنساق أجتماعية وثقافية وحضارية مختلفة عما هي عليه في البيئة الحاضنة للمصطلح و المتبنية لرؤاه، واستشراء المفهوم في نسيج هذا المجتمع وداخل المنظمات النسوية وغيرها دون وعي تحدث كارثة وتفسخ اذ لم يتم التصدي لها.

ويشكل هذا المفهوم او المصلح تهديداً حقيقياً للنسيج المجتمعي الذي يعتمد الأسرة بشكلها الأوحد، ووظائف أفرادها الفطرية نواةً متماسكة حاملة له مما ينذر إلى جانب مخاطر تفكيك الأسرة التي تعدّ من آخر الحصون التي يتفاخر بها المسلمون على الغربيين بإحداث هوة خطيرة بين الجنسين لتقوم العلاقات بينهما على التناقض والتطصادم بدلاً من التكامل من خلال فهم كل جنس خصائصه وقدراته ومهامه.

ما هو أكبر خطر وتهديد لمستقبل العراق؟ سؤال وجهته صحيفة الواشنطن بوست للمرجعية الدينية العليا بعد سقوط نظام الطاغية فكان الجواب ومنذ ذلك الوقت: " خطر طمس هوية العراق الثقافية التي من أهم ركائزها هو الدين الاسلامي الحنيف".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء جبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/29



كتابة تعليق لموضوع : الأستعمار الجندري الشيطاني.. من الاطفال الضحية الى التفكك الاسري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net