صفحة الكاتب : منتظر العلي

أنا مصور حربي
منتظر العلي

 :ـ عمو خذ لي صورة.

 نظر اليه بحزن وقالها بوقار مكسور الخاطر
 :ـ انا لست مصوراً.. انا مصور حربي..
أجابه الطفل:ـ وأنا ابن شهيد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
:ـ لابد لي يوما ان التقيه.. قلت له مبتسماً:ـ تلتقي من والرجل شهيد رحل الى شهادته مؤمنا بقضيته؟ أجابني:ـ ألا تعلم اننا في الجبهات نمتلك زمام الأزمنة، ولدينا زوايا تصوير حرة بأي زمان تريد صور، أكيد سألتقيه ما دمت أتحرك على جميع الجبهات ومن المؤكد انا ذاهب اليه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انا المصور الحربي سجاد نجم عبد.. كامرتي هي ذاكرتي التي لا تموت، وهي ضميري الذي يكره المرتزقة وتجار الحروب، واحتقر كل من يساهم في اليتم القسري لأطفالنا، وأبكي بحرقة عند رؤية شهيد، صاح الطفل وانا التقط له الصورة.. 
:ـ هي مشيئة الله يا عم. 
 وقالت لي الكاميرا:ـ تذكر قول الحسين (عليه السلام): (وأبى الله إلا أن يراهن سبايا). 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتدفق شلالات الغيرة، وانت تعيش مع رجال ينتمون الى روح الشهادة؛ كونهم يحلمون بنصرة الحسين (عليه السلام) والالتحاق بركبه الميمون، أقسم اني كنت ارى فيهم ارجوزة الطف، وهي تنادي (لبيك يا حسين).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تندهش كثيرا عندما يقول لك مقاتل: أنا رأيت في ميادين الحرب الحسين (عليه السلام) وهو يخضب لحيته بدم شهيد، اشهد اني رأيته أكثر من مرة. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صار من الطبيعي أن أرى في الجبهة اشياء اكبر من أن تحتويها عين كاميرا، ان لم تكن وجداناً، وهذا ما يجعلها ترى الخوارق اشياء طبيعية، في الحرب هناك ايمان فاعل تتكسر امامه نواميس الطبيعة وقوانين الجاذبية، ولا شيء قادر على التحكم بمسارات الامور، وكاميرتي تشهد ان كثيراً من مقاتلي الحشد كانوا يعودون الى الجبهات بعد الرحيل وهم شهداء مقاتلون..! 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انفجرت ثورة الضمير في بركان نداء الفتوى المقدسة (فتوى السيد السيستاني دام عزه الوارف) فهز الارض تحت الدواعش، انظر لهذه اللقطة التي صورتها حين اعتلى النداء صرخة امة استجاب لها الشعب، وتجمهر عدة ملايين يهتفون للدين والوطن والانسان.. كانت المرة الاولى التي اشعر فيها ان الكاميرا بندقية الفنان، كان الدواعش يخافون من الكاميرا اكثر من خوفهم من الراجمات، فاحمد الله لأني مصور حربي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبيبتي تلعفر ليس المهم أن أعود انا او لا أعود الى اهلي، المهم ان تعودي انت الى الاهل سالمة مطمئنة، وما دمتِ انت في قلب الوطن حرة يافعة بالسلام.. انا بخير ولا يهم اين اكون..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 حبيبتي تلعفر الشامخة أوصيكِ بكاميرتي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/14



كتابة تعليق لموضوع : أنا مصور حربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net