صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

الله سبحانه و تعالى امر عباده بابتغاء الوسيلة
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الله جل جلاله يقول حول الوسيلة "أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا" (الإسراء 57). ففي الآية يتضح فيها ان الوسيلة هي القربى إلى الله عز وجل وطلب رحمته وان يقي ويحذر العبد من عذابه. وجاءت هذه الآية بعد قوله تعالى: "وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا * قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا" (الإسراء 55-56). الفريق الذي يقول إن الأنبياء هم الوسيلة يستشهدون بورود الانبياء قبل اية الوسيلة وهم الاقرب الى الله تعالى، أما الدعاء والتوسل بالآلهة فهذا لا ينفع ولا يستطيعون كشف الضر عن هؤلاء الكفار والمشركين بالله بالدعاء والتوسل بآلهة غير الله. أنّ اتّخاذ الوسيلة إليه تعالى هو امر منه. و الوسيلة من دون الله شيء منهي عنه ومرفوض. و الوسيلة هي التي يحددها الله جل جلاله، ولا يستطيع البشر ان يرفضها بمشتهياته وتفسيراته بدون الرجوع إلى آيات القرآن نفسها والسنة التي أمرنا الله اطاعتها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ" (النساء 59)، و "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ" (المائدة 55-56)، وقوله: "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" (الشورى 23). فالوسيلة المرفوضة هي الالهة التي كان المشركين قبل الإسلام يعبدونها كما قال الله عز وجل "إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى" (النجم 23).

عن عثمان بن حنيف الذي رواه الترمذي والطبراني وصححه، وفيه أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى اللهم عليه وسلم فقال: يا نبي الله ادع الله أن يعافيني فقال إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك. قال: لا بل ادع الله لي. فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في. قال: فكان يقول هذا مرارا. ثم قال بعد أحسب أن فيها أن تشفعني فيه، قال: ففعل الرجل فبرأ.

والطالب وسيلة علمه هو المعلم. ووسيلة الناس للوصول الى علم الله هم الرسل والائمة الهداة ومنهم الامام جعفر الصادق عليه السلام وكان أبو حنيفة أمام الحنفية من تلامذته عليه السلام مباشرة، كما كان بقية أئمة المذاهب تلامذة له عليه السلام بالواسطة وأن كثيرآ من العلوم الجديدة كالكيمياء والفيزياء وعلم الهيئة والنجوم وعلم اكتشاف المعادن واستخراج الذخائر الدفينة وغير ذلك وهي كثيرة مما قد اسس أساسها وهدى إليها الإمام الصادق عليه السلام. في كتاب المطالب والمناقب لابن المغازلي ومجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي والقندوزي الحنفي ان الائمة من ولدي رسول الله هم الوسيلة الى الله جل وعلا.

يقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة 35) فالله سبحانه وضع ابتغاء الوسيلة بين التقوى والجهاد فاي منزلة هذه. فالذي يبتغي لله الوسيلة هو أفضل من المجاهد في سبيل الله. وبما ان القرآن والسنة يشرح بعضه بعضا. فعلينا الرجوع إلى السنة لنستوضح معنى الوسيلة إلى الله. فقد جاء عن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (سلوا الله لي الوسيلة، فإنّها درجةٌ في الجنّة لا ينالها إلّا عبدٌ واحدٌ، وأرجو أن أكون أنا هو) و (من سأل لي الوسيلة حلّت له الشّفاعة). ويتضح من الحديثين الشريفين ان الوسيلة والشفاعة والجنة لها مع بعضها البعض. فشفاعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم باب من أبواب الجنة. قال الامام علي عليه السلام عن الاية (المائدة 35) (أنا وسيلته). وبما ان التوسل مشتق من الوسيلة. لذلك التوسل بالرسول واله الاطهار عليهم السلام غرضه ان يشفعوا للعبد عند الله، فان هذا الفعل يجعله الأقرب الى الله تعالى وإلى جنته.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم (الائمة من ولد الحسين عليهم السلام، من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة الى الله تعالى) كما قال الله تعالى "فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا" (البقرة 256). ورد في زيارة الجامعة الكبيرة المنسوبة الى الامام الهادي عليه السلام (مستشفع إلى الله عز وجل بكم ومتقرّب بكم إليه ومقدّمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كلّ أحوالي وأموري). وجاء في دعاء الندبة (وجعلتهم الذريعة اليك والوسيلة الى رضوانك).

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/27



كتابة تعليق لموضوع : الله سبحانه و تعالى امر عباده بابتغاء الوسيلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net