صفحة الكاتب : يحيى غازي الاميري

الظّلمُ ظَلامٌ حالكٌ مُخِيف
يحيى غازي الاميري

 الظُّلمُ ظَلامٌ مُخِيف
الظّلمُ قَبيح
سَيء بَغيض
شائِن رَزيل رَذيل
فَكيفَ إذا مكثَ طوِيلا
وَباتَ مشرعناً وَمُصانا
باسم الشَّرع وَالقانون
وممهورٍ بختمِ السّلطان
وَمفروضٍ عَلى الرِّقاب
تَحتَ مُسمى (الدستور)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الظالِمُ روحٌ شريرةٌ لمجرمٍ
يعشعشُ فِيها الظَلام
لا يهدأ مِنْ تأجيج دورات العُنف
لا تَردعهُ تَهديدات وَتَحذيرات
العَارِفُ
القَدِيرُ البَصِير
يَزهُو بجِنُونِ العَظَمَةِ *
يَتبخترُ أَميرُ الحَربِ
بَينَ الضِّياع وَالقِّلاعِ وَالحصون.
قَلِقُ الاِتِّزان
مُشَتتُ الأفكار
متوجساً وَجلاً مِنْ الجَمِيع
يدهُ عَلَى الزِنَاد
مَهموماً بحركةِ أرصدةِ أموال السُّحت
محاطاً بسورٍ مَتين
بمئاتِ المُنتفعين
مِنْ فقهاءٍ وَوعاظِ السّلاطين
مَحروساً
بحشدٍ مِنْ العَسَسِ المأجورِين
المُدججين بالحقدِ وَالحرابِ
وبكواتمِ صَّوتٍ
للموتِ الزؤام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِن منفايَ الاضطراريّ
فِي أقصى شمال الأَرضِ
مذهولاً أحدقُ بالتلفاز
لمَشاهدِ الموتِ وَالعَسفِ
وَأنا أصغِي بألمٍ وحزنٍ
لأخبارِ تَغول النَهبِ
لأُمَراءِ أحزاب الطوائف
تجار أزمات الفوضى وَالحَرب
وَفرضهم بالنّارِ وَالتدليس وَالبَطش
لنَهج الذلِّ
وَالجورِ وَالحِرمانِ
عَلَى عَوامِّ الشَّعب **
تحزنُ عَيناي
وهيَّ تخزن الدموع
فاهرعُ إلى النافذةِ
المُشرعةِ للسَّماء
وَقلبي المفجوع يُردِد:
أيُّها الظّالِمُ
أيُّها الغارقُ
بالانتقام وَالسبيّ وَالدم
ألمْ تَعلمْ؟
إنَّ الظلمَ مَكروه
وإنَّ الظالِمَ مَذمومٌ مَخذول
(وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين) ***
فكيفَ تطلبُ رَحمَته
وأنتَ تشرعن
الظّلم والغِشّ وَالفَساد وَالقَتل بقانون
لِمَ الإصرار عَلَى دَربِ الظلم؟
(إلا تخافَ العذاب الأليم) ****
وَطريقُ الصراط المستقيم !
أَيُّها القابِع فِي ظُلماتِ
العالَمَ السُّفليّ
أفتَّح بَابَ قَلبك وأنظر
للحُسن وَالجَمال
لبهجة النّجُوم المُتلألئة
السابحة بالهيام
بسّدِيمِ الفَضاء*****
أمّا يُبهرك
بَهاء الضِّياء السَّاطع
وَسِحرِ النُورِ البَهيّ
وَتَغرِيد العَنادل عِندَ السَّحَر.
ايّها السّادِرُ فِي قُبحِ غَيه
عاجلاً أَم آجلاً
سَيثور الشَّعب
وَستدُورُ الدَّوائرُ
عَلَى رأسِ كُلِّ فاسِدٍ
ظالمٍ مُخادعٍ باغِ
وَنَبقى نُرَدِّد
مَهمَا طَالَ الظَّلام
فَبعدهُ سَيكُون النُّور
البَاهِر
كتبت في مملكة السويد  كانون الأول 2021
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــ 
* جنون العَظَمة: خلل عقليّ يجعل المرءَ يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليَّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعلي الذي يعيشه الشخص.
**عَوامّ: جُمهورُ العَوامِّ: عامَّةَ النَّاسِ
*** (وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين) آية قرآنية من سور آل عمران
**** (إلا تخافَ العذاب الأليم) : آية قرآنية من سورة يونس
***** السّدِيم : تَكاثُفُ أو تَجَمُّعُ نُجومٍ بَعيدةٍ تَظهرُ وَكأَنَّها سَحابَةٌ خَفيفةٌ ، أو بُقعٌ ضَعِيفةُ النُّور،ِكَما يَتَكونُ السَّدِيمُ مِنْ غازاتٍ مُضيئَةٍ شَديدةِ الحَرارةِ ، تَدورُ حَوَل نَفسِها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غازي الاميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/12/24



كتابة تعليق لموضوع : الظّلمُ ظَلامٌ حالكٌ مُخِيف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net