كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

اَلصًّبْحُ يَذْرِفُ النَّدَى

 
اَلصًّبْحُ يُذْرِفُ النَّدَى
تَغْرِيدَةُ الطَّيْرِ تَسْقِي الشَّدَى
هَطَلَ الْبَرِيقُ عَلَى مَيْسَامِ الزَّهْرِ
فَهَلَّلَ وَ ابْتَسَمَ
عَلَي تُوَيْجَاتِ الرُّوحِ بَصْمَةُ الْعِطْرِ
صَفَاءٌ انْهَمَرَ وَبَدَا
النُّورُ إِشْرَاقَةُ الْبَهَاء
 
للِضَّوْءِ لَوْنُ الدِّفْءِ وَ الضِّيَّاء
بَسَاتِينُ الرَّبِيعِ تَلّوَّنَتْ
فَعَادَتِ الْبَهْجَةُ للِدِّيَّار
وَاحَاتُ الْفَرَحِ ظِلاًّ وَارِفَا
اَلْعِبْقُ الأَصِيلُ انْسَابَ
بَنَفْسَجاً وَ جُلَّنَارَ رَقَصَا
 
اخْتَرَقَ حَوَاسِّي وَ سَكَنَ
بِلاَ تَأْشِيرَةٍ وَ لاَ جَوَازٍ
هُوَ بِالرُّوحِ اسْتَوْطَنَ
اَلشَّمْسُ بِالْعَيْنِ انْسَكَبَتْ وَسَنَا
سَطَعَتْ مِنِّي فَغَابَتْ
تِلْكَ الَّتِي مِنْهَا أَسْتَمِدُّهُ أَلَقَا
شَمْسِي لَهَا قَالَتْ قُومِي
أَجْلِسُ مَكَانَكِ أَنَا
لِأَمْتَدَّ عَبْرَ الْمَدَى
اِنْمَحَتْ آثَارُ الطِّينِ وَ الثَّرَى
تَعَالَى السَّوْسَنُ وَصَحَا
يَغْزِلُ خُيُوطَ الزَّهْرِ مِعْطَفَا
 
مِنْ حَدَائِقِ الأَصْدَافِ لَؤْلُؤا
عَلَى جِيدِي إِكْلِيلاً طَوَّقَ
لَنْ يَظْمَأَ الْمَاءُ
وَ اللُّجَيْنُ بِالْوُجْدِ شَطَحَ
لَنْ يَشِيخَ الزَّمَنُ
مَا دَامَ الْهَوَى بِالأَمَلِ تَوَشَّحَ
 
قَوَارِيرُ النَّرْجِسِ بِالْعِبْقِ انْدَلَقَ
تَعَرَّشَتِ الأَعْرَاسُ بِي
وَ عِطْرُ الْحَوَاسِّ طَفَحَ
سِرَاجُ  رَحِيقِ الْوَرْدِ
بِاسْمِكَ نَطَقَ
مَنَارَةُ ضَوْءٍ سَاطِعٍ
مِنْكَ تَرَقْرَقَ
 
سَفَرُ الأُسْطُورَةِ بِعَيْنَيْكَ غَرَقٌ
أَمْكُثُ هُنَاكَ ثَمْلَى
اِشْتَعَلَ الثَّلْجُ الأَبْيَضُ
اِخْضَرَّ الْجَمْرُ وَ تَوَرَّدَ
دَاعَبَ الْوِجْدَانَ
فَضَّضَّ اللُّجَيْنَ وَ فَضْفَضَ
يَرْفَعُ آيَاتَ الْهُرُوبِ إِلَيْهِ
تَحْتَ جَنَاحَيْهِ رَتَعَ
 
أَتَحَدَّى التَّقَلُّبَاتِ وَأَعْتَذِرُ
لَنْ أَرْاتَدِي سِوَى الرَّبِيعُ وَ أُغَرِّدُ
شَدْوَ طَيْرِي يُطْرِبُ
وَ سَرِيرُ وَكْرِهِ بِالطُّمَأْنِينَةِ يُبَشِّرُ
فَهَلْ بَعْدَ هَذَا فِي الطُّقُوسِ أُفَكِّرُ
سَأَغْفُو عِنْدَ فَصْلِ وَاحِدٍ أُنْشِدُ
هُنَا تَوَقَّفَ الزَّمَانُ يُهَفْهِفُ
جَاثِماً بِمِحْرَابِهِ يَسْعَدُ
 
بقلم رحيمة بلقاس
16\4\2012
سلا \\ المغرب

طباعة
2012/04/20
3,373
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!