صفحة الكاتب : الشيخ ابراهيم جواد

معرفة سيّد المرسلين  || وجوب توقير رسول الله وتعظيمه.
الشيخ ابراهيم جواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إنّ أوّل درجات المحبّة لرسول الله صلى الله عليه وآله تكمن في تعظيمه وتوقيره وتبجيله بين الخلائق، فهو سيّدُهم وإمامهم وخيرهم على الإطلاق، ولرسول الله على أهل الإسلام منّة عظيمة إذ أخرجهم الله به من ظلمات الشّرك والضلال إلى نور الإيمان والعبوديّة لله تعالى، فلذلك يجب أداء حقوقه الكثيرة وأوّلها لزوم تعظيمه وتبجيله في كل وقت وأوان، وقد أمر الله تعالى بذلك في آيات عديدة فحثَّ على توقيره ومراعاة الأدب في مخاطبته ومعرفة قدر رحمته وشفقته على هذه الأمّة.

قال تعالى: (إنَّا أرسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً • لِتُؤْمِنُوا بالله وَرَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيْلاً).

وقد أبرز أئمّةُ الهدى ع هذا الأمر على أرض الواقع في سلوكهم العمليّ وأظهروا مقداراً كبيراً من الخضوع والتذلّل أمام مقام النبيِّ الأكرم ص وآله، ومن ذلك ما رواه الكلينيّ بإسناده عن أبي هارون مولى آل جعدة، قال: كنتُ جليساً لأبي عبد الله ع بالمدينة ففقدني أياماً ثمّ إنِّي جئتُ إليه فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون. فقلت: وُلِد لي غلام. فقال: بارك الله فيه، فما سمَّيْتَه؟ قلت: سميتُه محمداً. قال: فأقبل بخدِّه نحو الأرض وهو يقول: محمّد محمّد محمّد. حتّى كاد يلصق خدَّه بالأرض، ثم قال: «بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبويَّ وبأهل الأرض كلِّهم جميعاً الفداء لرسول الله ص وآله، لا تسبّه ولا تضربه ولا تسئ إليه، واعلم أنه ليس في الأرض دارٌ فيها اسم محمد، إلا وهي تُقدَّسُ كلَّ يوم».
ومن ذلك أيضاً قول أمير المؤمنين عليه السّلام: «إنّما أنا عبدٌ من عبيد محمّد».

فإذا كان الإمام الذي هو خير أهل زمانه يتصرّف بهذا النحو من الخضوع والتذلّل عند ذِكْر رسول الله -صلى الله عليه وآله-، فيجب علينا متابعته في هذا الأدب الجمّ عند ذكر النبيّ والحديث حول شخصيّته وسيرته، ففي ذلك سعادة المسلم في الدنيا والآخرة؛ لأنّ التعبّد والتقرّب إلى الله بتعظيم رسول الله -صلى الله عليه وآله- له آثار معنويّة عظيمة في تطهير النّفس وازدياد المعرفة بالله وأوليائه.

ولا يخفى أنّ وجوه مراعاة الأدب كثيرة، وبعضها جليلٌ ودقيقٌ، وهذا يستدعي التأمّل والمراقبة في سلوكنا وأعمالنا إذا تعلّق الأمر برسول الله -صلى الله عليه وآله-، ألا ترى أنّ الله نهى الأعراب عن رفع أصواتهم عند مخاطبة النبيِّ ص وآله، مع أنّ بعض من يعلو صوته قد لا يكون قاصداً لإساءة الأدب، فكان يريد بذلك أن يربّيهم على توقير رسول الله ومراعاة وجوه الأدب معه والتواضع له، وتخليصهم من زلّات الجهل بقدره ومنزلته عند الله تعالى.

ومن الواضح أنّ النهي عن رفع الصّوت هو مثال من أمثلة الحثّ على التأدّب، وإلا فوجوه التعظيم ورعاية الأدب كثيرة جدّاً ينبغي للمسلم أن يتنبّه إليها في كلّ أمرٍ يرتبط برسول الله، كما في زيارته ورواية حديثه وتعليم سننه وبيان أخلاقه وسيرته والتحدّث عنه للناس وغير ذلك.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ابراهيم جواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/10/23


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : معرفة سيّد المرسلين  || وجوب توقير رسول الله وتعظيمه.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net