تحليل ونصيحة ( خسارة الفتح في الانتخابات)
اكسير الحكمة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اكسير الحكمة

أما أصل فوز الكتلة الصدرية فهو نتيجة طبيعية لضعف نسبة المشاركة في الانتخابات من قِبَلِ عامة الناس وإصرار الصدريين على المشاركة.
وأما خسارة تيار الحكمة في هذه الانتخابات فلأنّ الجمهور الذي كان يصوّت لهم قد تشتّت على المستقلين والقوائم الجديدة.
أما الفتح فالسبب الحقيقي لهذا السقوط المدوي هو أنّ الجمهور الذي صوّت لهم في الانتخابات الماضية هو جمهور متديّن، وقد نَفَرَ من الفتح لثلاثة أسباب :
السبب الأول :
الإعلام الذي يتحدث باسم الفتح - والذي يكشف عن التوجه العام لأعضاء كتلة الفتح -، فإنه إعلام سيء ومتهتّك، بل مستهتر في كلّ شيء يحترمه هذا الجمهور المتدين، وقد نصب العداوة لكل ما يمتّ إلى النجف والمرجعية العليا بصلة، سواء مكتب المرجعية أو أبناء السيد المرجع أو العتبات المرتبطة إدارتُها بوكلاء السيد المرجع أو وكلاء ومعتمدي المرجعية، بل وصل الأمر بهم إلى تخوين السيد المرجع نفسه، وتخوين نجله ووكلائه!!
وأمامكم الحملات الإعلامية التسقيطية - وهي مستمرة إلى ما بعد الانتخابات - للجهاز المرجعي وكل ما يرتبط به وتسخير الأقلام للكتابة في هذا الشأن، والرواتب من خزينة الدولة!
السبب الثاني :
هذا الجمهور المتدين يحترم المجاهدين والشهداء ويقدّر تضحياتهم ويحرص على سمعتهم، ولا يرضى بأنّ تُمسّ هذه السمعة، وهو يعلم أنه لو زجّت في السياسة ستتأثر تلك المكانة وتضمحل - كما نبهت لذلك المرجعية العليا -، ومن الطبيعي جداً أن ينفر هذا الجمهور من أي كتلة تستغل مكانة الشهداء وسمعة المجاهدين سياساً وانتخابياً، وكتلة الفتح قد استغلت جهود المجاهدين ودماء الشهداء استغلالاً بشعاً وهم على علم من تنبيه السيد المرجع سيد الفتوى على عدم استغلال عنوان المجاهدين سياسياً وانتخابياً.
السبب الثالث :
عامة الناس سواء كانوا متدينين أو غير متدينين يحرصون بالفطرة على بلدهم واستقراره - أو على الأقل على وضعهم المعيشي واستقرار حياتهم - وحينما يرون أنّ هناك من يهدد هذا الاستقرار فإنهم سينفرون منه، وخطاب الفتح وإعلامها يرسل رسائل تهدد هذا الاستقرار، ويُفهم من تلك الرسائل أنْ لا مانع من جعل البلد ساحة حرب بين الخصوم تحت شعارات المحاور التي يرى المواطن أنه لا شأن له بها ولا ينبغي إدخال البلد في أتونها، وحينما يسمعها يتصوّر - رأساً - الوضع المأساوي في اليمن أو غيرها والذي يعتبره جماعة المحور عزّة ما بعدها عزّة!
هذه هي أبرز الأسباب - من وجهة نظرنا لخسارة الفتح وسقوطها المدوي - إذا لم نضم إلى تلك الأسباب موقفهم السلبي من التظاهرات المدعومة مرجعياً - آملين أن يعدّلوا من هذه السياسات والتوجّهات التي لا تنسجم مع الوضع العراقي وشيعة العراق، حفاظاً على لُحمة أبناء المذهب الواحد وعلى سمعة المجاهدين والشهداء وعلى استقرار البلد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat