لقاء مع الشاعر علي عسيلي العاملي، ويكشف سر التوفيق الذي وصل إليه
١. من هو الشاعر علي عسيلي العاملي من جهة مولده وسيرته التعلمية ؟
علي حسن عسيلي من مواليد قرية حاريص الجنوبية في جبل عامل سنة ١٩٨٩م.درست المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في جنوب لبنان، وتخرجت بإجازة إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت إضافة إلى تحصيل بعض مواد اللغة العربية.
__________________________
٢. كغيركَ من الشعراء، لابد أن تكون لديك بدايات على درب الأدب والكلمة الجميلة الوضيئة ، متى وأين كانت أول تجربة شعرية لك؟
عام ١٩٩٩ ميلادية كانت أولى مشاركاتي حفظاً وإلقاءً لقصيدة في مولد الإمام الحجة عجل الله فرجه في مجلس صغير متواضع، وبتشجيع من الكادر المدرسي وجدي العزيز والوالدين استمريت بحفظ غرر القصائد على مدار السنة حتى أذِن المولى عجل الله فرجه بنظم الشعر وأنا في الخامسة عشر من العمر.
____________________________
٣. يوجد لك قصائد بصوت الحاج باسم الكربلائي اشتهرت عند الجمهور أكثر من غيرها مثل [ دموع الباب ، أنا من أنا ، مسلم أدى الزيارة ، حنانيكِ ، دقت ساعة الجرح] ما هي أجواء تلك القصائد؟ وهل ترى بها شيء من التمييز عن بقية القصائد؟
لكل قصيدة رزقُها الخاص ولكن جواباً على سؤالكم أقول:
[ دموع الباب ]: كتبتها قبل سنة من إلقاء الملا باسم لها، وكنت أشعر بمدد مولاتي الزهراء (ع) أثناء الكتابة.
[أنا من أنا]: كتبتها عند الإمام الضامن علي بن موسى الرضا (صلى الله عليه) مع قصيدة [إنهم صحب الحسين].
[مسلم أدى الزيارة]: كتبتها لمولاي مسلم بن عقيل عليه السلام ولم يكن من المقرر ان يقرأَها الملا باسم ولكن جاء رزقها قبل سويعات من المجلس.
[حنانيك]: كتبتها ببطء ولكن تحفيز الملا لي وسؤاله عنها باستمرار شجعني لإكمالها.
[دقت ساعة الجرح]: كنت قد كتبت قصيدة للّيلة الأولى من شهر محرم، ولكن الملا طلب تغيير الفكرة في وقت قصير، فتوسلت بأمير المؤمنين (ع) وكتبتها في حرمه الشريف خلال يوم ونصف اليوم.
____________________________
٤. يتميز شعرك بالعمق والإيحاء والجمال ، ما هي مصادر إلهامك الشعري ؟
مصدر الإلهام الأساسي هو التوسّل بأصحاب النعمة وأولياء الأمر صلوات الله عليهم لنهتدي إلى معارفهم صلوات الله عليهم، من بعدها الرجوع إلى القرآن الكريم ورواياتهم الشريفة والإطلاع على مختلف أنواع الأدب القديمة والحديثة.
____________________________
٥. ما هو سر التوفيق الذي وصل إليه الشاعر علي عسيلي العاملي؟ وهل حدثت لكم كرامة مع أهل البيت عليهم السلام ؟
أعتقد أن السَّبب الرئيسي في التوفيق هو المداومة على زيارة عاشوراء يوميا، ولا أظنُّ أنهُ توجد كرامة أعظم من حملِ القلم والكتابة للإمام الحسين عليه السلام.
___________________________
٦. نرى في قصائدك الكلمات المتشابهات حروفاً ، المختلفات معنى بكثرة ، وهذا ما يطغى نوعاً ما على قصائدك! هل تهتم بهذا الأمر؟ وهل تسعى لإقتناص معنى جديد بعيداً عما يكتبه الشعراء و تكراراهم ؟
لكل شاعر أدواته التي يسعى لإيصال نتاجه به من استخدام الأساليب البلاغية المعروفة.أمّا اقتناص المعاني الجديدة ، فإنَّه التحدي الذي يواجه الشاعر ليقدم الأجمل والأفضل في هذا الطريق المقدس.
______________________________
٧. هل كتب الشاعر علي عسيلي العاملي قصائد غير القصائد الولائية ؟
لقدْ أوقفتُ شعري للنبي وآله صلوات الله عليهم وآليت على نفسي أن لا أكتب شعرا في غيرهم حتى آخر نفس من عمري.
_____________________________
٨. هل تكتب القصيدة المنبرية معتمداً على الأوزان أم على الالحان وهل يؤدي اللحن أحيانأ إلى أخطاء نحوية ( كتحريك الساكن ، أو رفع المنصوب.. الخ ) ؟
اذا طلب الرادود القصيدة على لحن محدد أكون بخدمته ولكن ذلك لا يسمح لي أن أتجاوز القواعد النحوية ؛ ربّما ألجأ إلى الضرورات الشعرية المعروفة، وهذا طبيعي في الكتابة العروضية.
_______________________________
٩. أكثر قصيدة تمنيت أنتَ كاتبها؟ ولماذا؟
قصيدة المرحوم الشيخ صالح ابن العرندس التي فيها البيت المشهور:
أيقتل ظمآناً حسينٌ بكربلا
وفي كلِّ عضوٍ من أنامله بحرُ ؟!
وينقل أنَّ صاحب الزمان (عج) يحضر في المكان الذي تُقرأ فيه هذه القصيدة. وقصتها مع المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي معروفة من أحب فليراجع.
__________________________
١٠. هل جربت أن تكتب الشعر الشعبي أو الملمع ؟
أحبُّ ذلك ، إلا أنَّ وقتي لم يسعفني.
__________________________
١١. هل واجهت صعوبة في بعض ألحان الحاج باسم الكربلائي؟
الصعوبة تكون -أحيانا- في معرفة الوزن الأوّلي للّحن اذا لم يكن واضحاً ، ولكن بعد توضيحه من الملا تجري الأمور بسهولة وانسيابية.
________________________
١٢. [ الشاعر ، الرادود ، الجمهور ] هل ترى التواصل بين هذه الأطراف الثلاثة مطلوب لنجاح القصيدة ؟ وما هي رؤيتك للجمهور الحسيني الآن؟
التواصل بين الشاعر والرادود يريح الشاعر كثيرا في معرفة رؤية الرادود والأجواء التي يعيشها مما يساهم بعدم إضاعة الوقت ويساعد في إخراج القصيدة كما يحب الطرفان. أمّا التواصل بين الشاعر والجمهور، فهو تواصل روحي يعيشه الشاعر للوصول إلى غايته في إحياء ذكر النبي وآله (ع) إن كان عن طريق ترسيخ العقيدة أو استدرار الدمعة.
بالنسبة لرؤيتي، فأستغل الموقف لأشكر كل الرواديد على رأسهم الحاج باسم لإصرارهم في إيصال الشعر الفصيح بكثرة وهذا ما يرفع ذائقة الجمهور ويغني ثقافته الحسينية.
المهمة شاقّة ، إلاّ أنني كلي أمل بالشباب الحسيني الواعي الذي أراه يزداد حباً للشعر الفصيح يوماً بعد يوم.
_____________________________________________
١٣.حدثنا عن تجربتكَ الشعرية مع خطباء المنبر؟
من المهم الإلتفات إلى هذا الجزء الأساسي من مجلس العزاء، حيث شكلت قصيدة المقدمة بوابةً مهمة للسامع في خلق جوِّه الروحي ما يساهم في نجاح المجلس كاملا.وفي الواقع، لم يقصر الخطباء -دام تأييدهم- في رفد المنبر بكل جديد من قصائد وأطوار كالتي اشتهرت على لسان سماحة الخطيب الشيخ زمان الحسناوي.
_______________________________
١٤.ما هو الكتاب الذي تحب قراءته وتنصح به؟
كتاب "الخصائص الحسينية" للمقدس الشيخ جعفر الششتري من أثرى الكتب التي تعلق قلبي بها وأنصح كل المؤمنين بمطالعته واقتنائه.
___________________________
١٥.هل من كلمة أخيرة ؟
أنصح نفسي وجميع خدمة المولى عليه السلام ان لا يتأثروا بوسائل التواصل الإجتماعي كي لا يصيروا "خرِّيجي مشاهدات ولايكات" ففي ذلك يكون الزلل والسقوط لا سمح الله.خدمةُ الإمام الحسين (ع) تحتاج إلى جهد وجهاد ، فلنكن جنوداً مخلصين كما تحبُّ سيدتنا الزهراء (ع). أشكركم على هذا اللقاء، راجيا أن تكون فيه فائدة للمؤمنين طالبا منكم ومنهم الدعاء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat