اللواء مهدي الفكيكي في واحة التاريخ
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي

أطلقت السلطات القضائية سراح مدير استخبارات وكالة المعلومات الوطنية في وزارة الداخلية اللواء مهدي الفكيكي، لثبوت براءته من التهم الموجه ضده , كذلك أعلن مصدر برلماني أن عملية اعتقال مدير استخبارات وكالة المعلومات الوطنية في وزارة الداخلية جاء وفقا لشهادة زور من احد المعتقلين في قضية طارق الهاشمي .
إذا ما أتاك الدهر يوماً بنكبة
فأفرغ لها صبراً ووسع لها صدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبة
فيوماً ترى يسراً ويوماً ترى عسرا
تفتخر الأمم والشعوب بقادتها المتميزين بالثراء الجهادي و الروحي والديني والوطني والإنساني , والملتزمين بدقة وأمانة بتطلعات واحباطات وبطموحات وماسي أبناء الوطن , الذي أثقلته الهموم وتكاثفت في سمائه الغيوم , وترادفت عليه الفواجع والمذابح والماسي المرة والقاسية .
وإن المجاهدين القدامى المتجذرين في حقل الالتزام , والملتزمين بجذور الأمة ودينها , والملتصقين بضمير الشعب , والمتفانين من اجل الجماهير المتعبة والمقهورة والمنكوبة , يظلون دائما وأبدا في دائرة التاريخ و الضوء والانبهار والبلاء والابتلاء , ويعبرون بأصالة وأمانة عن مواصلتهم المستديمة بالجماهير المتعبة والفقيرة التي وجدت فيهم القادة الأمناء والاصلاء , الذين ينغمسون في الأحداث , ويشمرون عن سواعدهم الخلاقة ويلاحقون الفواجع والمصائب بشجاعة وجدية ونشاط وجرأة وإقدام وإصرار لا مثيل له . وان اللواء المبتلى الصابر المحتسب لوجه الله السيد مهدي الفكيكي قد كان سباقا إلى تسليط الضوء على نقطة مهمة جدا وهي ( إن كل مصائبنا من الإرهابيين الأرجاس , ومن المفسدين والسراق ومن لف لفهم ) , وقد توج السيد مهدي حياته بالمواقف وبالأرقام والشواهد المشرقة والمشرفة , وان تاريخه الجهادي مازال شامخا أمامنا ضد اعتى نظام دكتاتوري همجي إلا وهو نظام المجرم صدام حسين . وإننا اليوم بمسيس الحاجة لقادة كالقائد الميداني السيد الفكيكي .
السيد مهدي الموقر ... بوركت روحك الطيبة المبتلية , وان محنتك الأخيرة خير شاهد على أصالتك ونقاوتك وحرصك المتزايد على أبناء هذا الوطن وخطهم الجهادي ضد الإرهاب والإرهابيين , وان الحياة يا صديقي دروسا وعبرا ومواقفا حافلة ورافلة بالتضامن والعطف والتعاطف والمشاطرة الوجدانية العالية مع كل شريف ونظيف ومخلص للعراق والعراقيين.
فطوبى لكل مسؤول وقائد لا يبخل بوقته و بدمه وماله وأنشطته من اجل شعبه الذي يعاني من الويلات والمحن والكوارث بسبب الإرهاب الأسود , وان مسؤوليتنا الأخلاقية والمهنية والدينية والاجتماعية والوطنية تحتم علينا أن نمجد ونثني ونمدح كل موقف عطوف ومتضامن مع الفقراء والتعساء والمعوزين والمظلومين في هذا البلد الذي يئن تحت سياط الفواجع والأزمات .
إن اللواء مهدي الفكيكي : الذي كان وما يزال شامخا في حقل الجهاد عبر مسيرة ربع قرن ضد النظام البائد وحزبه العفن , وان الرجل الفكيكي صاحب عطاء ثر لا غبار عليه ودعمه متواصل مع المخلصين وهو معاضد لكل مخلص وشريف ومقهور , فالإنسان يقاس بما يعطي وبما يهب بروحية سمحاء عالية تجسد عناوين الشهامة والأصالة والتضحية والنقاء والتي يمتلك منها السيد مهدي الحصة الأوفر والعطاء الأكثر , واكرر القول بان السنة الشعب تلهج بالدعاء والثناء لكل قائد معطاء يواسي الذين يعيشون في كوارث ومحن ولا يقصر ولا يتقاعس عن أداء دوره المسؤول , ولا يتغافل ولا يسكت عن أي خرق أو تجاوز أو تدمير , فالقيادي الحقيقي هو الذي يضع مصلحة وإسعاف وإنقاذ الدين و الوطن والمواطنين و المنكوبين فوق أي اعتبار, واعلم يا مهدي أن مصيبتك وان كانت كبيرة فهي جدا صغيرة أمام مصائب أجدادك الأطهار سلام الله عليهم الذين قابلوا الأحداث التاريخية المفجعة بالصبر والحمد والشكر لله تعالى على حسن بلائه , فيا عزيزي أنت الذي قلت لنا عندما كنا في منفانا وهجرتنا ( إن للصابرين جزاء عظيما عند الله وان للصابرين موكبا مهيبا وعظيما تحفه الملائكة في جنة الخلد ) وان عاقبة الصابرين هي الجنة , والصبر في النائبات صعب, لكن فوات الثواب أصعب, والصبر شـــــــجرة جـذورهـا مرة وثمــــارها حلوة ، أدامك الله وعوضك وعنده الأجر العظيم .
ورحم الله الأبيوردي الذي قال :
تنكَّر لي دهري ولم يدر أنني
أعزّ وأحداث الزمان تهـــــون
فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه
وبتّ أريه الصبر كـــيف يكــــون
تقبل تحيات المخلص أخوك الكعبي صديق الغربة والهجرة والجهاد ضد زمرة بعثية أمست بغير عفاف .
* مدير مركز الإعلام الحر
Majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat