نساء عظيمات من وحي القوة
فاطمة النجار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاطمة النجار

سيّدة رسمت من المرأة أبهى وأجلّ صورة للقوة مكللةً بالقدرة على إثبات الذات والإتيان بحقّها وحقّ من له حقّ عليها، ولو كلّفها ذلك حياتها أو أمنها.
أبت أعظم نساء العالمين أن ترتصف مسار الحياة آخذة من المحراب ركناً لها، بل بزغ نور حضرتها ساطعاً على الكون عندما انبرت قائلةً:
(فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوغتم، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً، فإن الله لغني حميد).
أجمل من هذه المثل مثال يضرِب أجل صورة لقدرة المرأة على إقرار ذاتها، وإدامة حضورها وسط معترك الحياة، لم الضعف؟ وكيف الضعف؟ وقد نقش التاريخ أسماء نساءٍ جليلات تصاغر كلّ عظيم عند نهضتهن أمام هسهسة الحق.
أمّ عظيمة أخرى، هي من نسل فرقدين صدحت بالحق حين قالت: (الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمد (ص) وطهرنا من الرجس تطهيراً، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمد لله)، فبهذه الكلمات وما سبق أو تلى من أمثالها كشأن من تسلّحت بالسلاح الزينبي الفاطمي، وطيّبت ذراعها بعود العفة وعنبر الحياء، ونزلت لساحة الحياة شاهرةً سيف قوتها وإرادتها بوجه التَوَق والهوى الدنيوي، فسطّرت بذلك أبهج مرأى ومظهرٍ لها.. بعد أن سكنت تلك الأصوات الطاهرة جاءت من تحمل ذات التعفف في سواد عباءتها والحشمة في رقي أفكارها, فلملمت بين ثنايا هذه العباءة المجملة بقوة توكلها على الله تعالى لتعيد صدى المكرمات بهذا الصدى لصوت الصديقة الطاهرة وابنتها العقيلة الكبرى، تقمصت بجوهرها ادواراً مماثلة لما مارسته أعظم نساء العالمين، ففندت ما تسطّرت في الأذهان من تعريف ركيك للمرأة ودورها وما تمارسه من مهام في زوايا الحياة.
تركت في كلّ معلم من معالم التكامل الإنساني بصمة بقيت أبداً تحاكي وتذكر العالمين بعظمتها وعظمة أثرها، وشاء ربّ العالمين أن تنغلق أبواب عمرها الشريف كما السيّدتين الزهراء وزينب (عليهما السلام) وما تبعهنّ من مجاهداتٍ عظيمات أبين إلّا أن ترتفع رايات الحق والعدل على أيديهنّ.
فلتمشي القوارير على خطى وأثر من خاطت اسمها على صفحات التاريخ بخيوط العشق الإلهي مسجلة رواية الخلود والسرمدية لذاتها ولمواقفها وابتاعت دنياها بأخراها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat