من تراث مدينة بغداد محلة العبّخانة (محلة باب الراعي سابقا)
نسيم عبد المللك
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نسيم عبد المللك

تتصدر واجهة بغداد جهة الرصافة محلة العبّخانة، يقابلها جسر الأحرار على شاطئ دجلة، ويحاذيها على امتداد شارع الرشيد منطقة وساحة حافظ القاضي، ويجاورها منطقة (صبابيغ الآل) و(الدهانة) و(عقد النصارى) و(المربعة) بامتداها حتى منطقة (السنك).
اشتهرت منطقة (العبّخانة) كونها تضم المعاملَ العسكرية للجيش العثماني، وبعدها زمن الاحتلال البريطاني عام(1921) أصبحت مركز مدينة بغداد للطاقة الكهربائية، ومنها تنورت بعض محال وشوارع بغداد من منطقة باب المعظم والوزيرية حيث القصر الملكي (البلاط الملكي) في شارع الرشيد ومنها الى منطقة الصالحية عبر جسر الأحرار (جسر مود)، وما جاورها من المناطق (الكريمات والشواكة)، حيث مقر السفارة البريطانية، وساحة تمثال الحاكم الانكليزي جنرال (مود)، وهذه المحال وشوارعها امتدت بها الأسلاك الكهربائية على حوامل غالبها من خشب (القوغ)، ويعلوها مصباح متواضع بضوء خافت، ولكنها عند البغداديين وقتها من العجائب، حيث اختفت الفوانيس وعمال تنويرها (الفانوسچية)، هذا في عهد الاحتلال البريطاني.
أما في العهد العثماني، فقد أنشأ الوالي (مدحت باشا) الذي تولى ولاية بغداد من عام1868-1870 وقتها معملاً لنسيج بدلات الجنود من جندرمة وعمال وموظفين، وعرف المعمل (بالعبّخانة)، ولربما اتى اسم المحلة من هذا.. ويُذكر أن الكثير من التسميات مشتركة بين عربية وفارسية وتركية، مثل (مسافر خانة – وبوليس خانة - وأكمك خانة - وبانزين خانة - وقاطر خانة - وحيدر خانة..).
هذا ولا زالت العبخانة تعلوها البويلرات والمسقفات من العهد البريطاني لحد الخمسينيات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat