صفحة الكاتب : عبد الملك كمال الدين

الأخرس وثورة العشرين
عبد الملك كمال الدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من حكايات ثورة العشرين الخالدة في بغداد حكاية النجار الأخرس، فعندما كان الصبيةُ يلعبون في (درابين) منطقة (الدلكچية وعگد الصخر) واذا بأحد المواطنين، وكان محاميا، يهرول ويصيح ويستنجد بالمواطنين في بيوتهم ومحلات رزقهم، للالتحاق باخوانهم المجتمعين في جامع (الحيدرخانه) حيث الخطباء والشعراء يلهبون الحماس بالحضور، للاحتجاج على سلطات الاحتلال الانكليزية... كانت الجموعُ تتقاطر من كل صوب من مناطق بغداد من (الفوينه، والصدرية، والفناهره، والدهانه، وصبابيغ الال، والمربعة، والشورجة، وباب الشيخ... وصوب الكرخ من الشواكه، والرحمانية، وشيخ علي، وسوگ حنون...).

 وهكذا كانت تظاهرة كبيرة جدا، ومما زاد في حجمها التحاق تظاهرة كبيرة آتية من صوب الميدان، يتقدمها النجار الأخرس مع جماعته (الخرسين) حيث كانت مقهاهم في منطقة باب القلعة. وكان المتظاهرون مسلحين بالعصي (والتواثي) والحجارة، وعندما واجهتهم المدرعات الانكليزية هجم النجار الاخرس بـ(توثية) غليظة على المدرعة الانكليزية التي تطلق النار بكل اتجاه، على اثرها اصيب النجار برصاصة استشهد بها على الفور، ورغم كل هذا كانت أصواتُ الجموع المنادية بخروج المحتل وعدم استغلال البلد... وكان صوتُها يعلو على صوت رشاشات (ويلس) من المدرعات الانجليزية.
 وعندما خيّم الليلُ وذهبَ الناسُ لتناول افطارهم؛ حيث كان وقتها شهر رمضان المبارك، في ليلة رمضانية صاخبة قلقة لانتشار قوات الاحتلال، واعتقال الخطباء والشعراء ومتقدمي التظاهرات. وكان من بين المعتقلين الخطيب علي البزركان، والشاعر محمد مهدي البصير، والشيخ كاظم الدجيلي، والمحامي عبد الرحمن خضر، والكثير غيرهم، ونفيهم سلطات الاحتلال الى جزيرة هنجام...
في اليوم التالي شيّعت بغداد شهداءَها؛ وكان جثمان الشهيد النجار الأخرس محمولا على اكف المشيّعين، سالكة شوارع بغداد لاهبة الحماس والنخوة الوطنية في جموع الأهالي، واعتبرت السلطات الانجليزية ذلك عملا ثوريا يتحدى سلطاتها وعملاءها... وعندما أتى المساء بادرت سلطات الاحتلال باعتقال البعض الآخر ونفيهم الى جزيرة هنجام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الملك كمال الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/06



كتابة تعليق لموضوع : الأخرس وثورة العشرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net