من الأمور المهمة التي أصبحت اليوم تشكل هاجسا لدى الجميع في القطاع التربوي، وحتى بالنسبة لأهالي الطلبة مع بدء العام الدراسي الجديد هي عملية استدراج عقول الشباب الواعي والمثقف بعيدا عن الساحة العلمية، بواسطة المد الثقافي المنقول عبر حملة اعلامية تشنها القنوات الفضائية لاستقطاب الجمهور بشكل عام والشباب بشكل خاص، مما سبب ترديا في حالة النتائج للسنة الماضية في مختلف المراحل الدراسية، وهذا لا يترك خيارا امام الجميع سوى التدقيق في خصوصية هذه الظاهرة بدءا من العائلة والجامع، وحتى الرقيب التربوي وان كانت هذه الظاهرة هشة ووقتية، ولكن يجب امعان النظر في مثل هذه المستجدات، وفي الوقت نفسه لا نستطيع وضع اللوم بمجمله في هذه الظاهرة دون الالتفات إلى الوضع المزري الذي يعيشه الطالب العراقي، وبالاخص في المراحل الابتدائية والثانوية والاعدادية من قلة المدارس وسوء وضعها ورداءة موجوداتها؛ فالطالب يحتاج إلى جو اكاديمي خاص يستطيع فيه العيش ضمن اجواء المدرسة الحقيقية، وليس كما نلاحظة اليوم من دوام اربع مدارس في مدرسة واحدة مع وجود العديد من المدارس الفارغة والتي يتم العمل على تأهيلها منذ سنتين او اكثر!!
اذن لابد من متابعة جادة من اجل العمل على رفع المستوى التعليمي للطالب في العام الدراسي الجديد مع محاولة انهاء عمليات الادامة للمدارس التي قيد التاهيل، بالاضافة للتأكيد على وجود مخطط توسيع بالنسبة للمدارس لتستوعب الكم الهائل من الطلبة، وبالأخص بعد توافد العديد من العوائل النازحة والمهجرة من مختلف مناطق العراق الحبيب، فاليوم اصبحت مدارسنا تغص بطلابها مع عدم توفر الاثاث الكافي لمثل هذه الاعداد الغفيرة، وبالتالي سوف يؤثر تواجد اكثر من خمسين إلى ستين طالبا في الصف الواحد سلبا على عملية ايصال المعلومة إلى الطالب، كما يجب الحرص على توفير كوادر تدريسية قادرة على موائمة التقدم الحاصل في العالم مع تطوير شامل وكامل لكافة مناهجنا المدرسية، والتي باتت عقيمة وغير قادرة على مواكبة التطور العلمي في باقي الدول اذا ما قرناها بالمنطقة، وليس على نطاق العالم... اذن بنظرة عامة لواقع التعليم اليوم في العراق نجد ان العملية التعليمية بحاجة لتقييم كامل من قبل الجميع دون استثناء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat