ثورة تشرين والرحم الكربلائي
افياء الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
افياء الحسيني

تتعدد المواقف، الأماكن، المسميات وتبقى المبادئ راسخة لا تتغير.. جذور تستمد من أرض سُقيت بدماء ٧٢ شهيداً قائدهم يحمل أسرار الهية وضع قبل أكثر من ١٤٠٠ عام خطة محكمة ليقود معركة مصيرية ضد 30000 الف شيطان فرقت بين الحق والباطل..انتهت بانتصار الدم على السيف.. اصبحت منهاج يسير عليه الثوار أمثال المختار الثقفي.. زيد الشهيد..كما وتمخضت ثورات عدة من رحم تلك المعركة / ثورة التوابين.. ثورة صفر.. الانتفاضة الشعبانية.. ثورة تشرين التي نعيشها الآن في ظروف لا يعلم حجمها سوى أصحابها ومؤيديها.. ثورة سلمية مستميتة.. مبادئها سامية.. أهدافها واضحة..جنودها العقل والمنطق والدين والمذهب.. إلا انها حالها حال جميع الثورات التي سبقتها تحوم حولها الشبهات والشكوك، بسبب السعي المكثف الى تشويهها ودخول تيارات متعددة لتشويه هويتها ، ولأن الدم الشباب دم صارخ ربما يتيه على البعض الفارق مابين الصرخة والصرخة ، وكربلاء تشهد انها شيدت على صرخة الحق ودماء الشهداء واما الموتى فدمهم اخرس لكونهم ماتوا وقتلوا من اجل سعي تجاري كنوا يحسبون حسابهم لكيس الأمير والشهيد حسب الاجر على الله ، مثل هذا الفارق قد يكون عصيا على البعض ان يفرق بينهما لكنه ليس عصيا على الفقراء والمظلومين .. الثورة معرضة لإنتهاكات جسيمة.. دخل تحت ظلها بعض الرمم.. أراها قطيع غزالان بري تحوم حوله الوحوش من كل جانب.. نهشت مانهشت منه والثائر ..لازال يمارس حياته بطبيعة الثائرين .. يعلم انه نهايته بين انياب تلك الوحش الجشعة.. لكنه لا يستسلم.. يركض بحرية.. يربي صغاره.. يدافع عنهم بروحه وجسده.. يسير ولا يلتفت خلفه..لانهاية لهذه المطاردة الا الموت..يبقى السؤال الوحيد الذي أسالكم إياه!
ممَ خُلقت تلك الأنفس التي تدافع عن حقوق الأخرين؟
سلام الله على الشهداء في كل زمان ومكان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat