يمشي .. فتمشي دموع اليتم في مسرى خطاه ، يتهادى نوره كطيفٍ سماويّ ،
يحمل خشوع السماء في شموخ هامته ..
قدّيس الأثر ، تنحني مآذن الكوفة عند مسيره نحو قبلته الأخيرة ..
وفي كل خطوة تلوذ الأكوان والأرواح بأطراف عباءته ، راجية ، متوسلة إليه .. أيها الولي ، ياأبانا .. قف ! لِتوقِفَ الأرض دورانها ، عَلَّ الردى يقف خجِلاً ، دع تلك الجذبة تَمَسُّ وجود عاشقيك .. بدل أن تفوز بها الملائكة
يطوف الموت حولك حزيناً حائراً ، متوسلاً إليك بأن تفنيه ، يتمنى للحظة لو ترديه ضربة ! ليمنح الوجود الحياة ، وتبقى أنت ، تبقى شامخاً ..
تقام طقوس صلاتك الأخيرة في قلبي فأحرم في ميقات وداعك ، وأموتك شهقة تلو أخرى ..
قد قامت الصلاة .. الله أكبر ماهذا المصاب
تكبيرة ضجت بها السماوات
و عند انحناءك للسجود سجد الكون بكله ولايزال ..
تهدمت أركان الهدى ، وتناثر الحزن والجوى في ليلة القدر ففزت ورب الكعبة ، ياكعبة الروح ومعراجها ..
و يعلن الفجر اغترابه الأبديّ ، تميل الشمس إلى مثواها الأخير فقد رُدّت مرة أخرى لأجل عينيك ، لكنها ردَّت إلى مستقرٍ لها فلا إشراقة بعد ذاك الغروب ،
ويغيب عن السماء وجهها الشفقيّ ..
ونُقتَل في كل فجرٍ ألف مرة ..
ياقَدَرَ عاشقيك الدامي
ياليلة قدرِنا الحزينة
ياأيها النبأ العظيم ..

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!