• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : راهب المحراب .
                          • الكاتب : بشرى مهدي بديره .

راهب المحراب

 يمشي .. فتمشي دموع اليتم في مسرى خطاه ، يتهادى نوره كطيفٍ سماويّ ،

يحمل خشوع السماء في شموخ هامته .. 
قدّيس الأثر ، تنحني مآذن الكوفة عند مسيره نحو قبلته الأخيرة .. 
وفي كل خطوة تلوذ الأكوان والأرواح بأطراف عباءته ، راجية ، متوسلة إليه .. أيها الولي ، ياأبانا .. قف ! لِتوقِفَ الأرض دورانها ، عَلَّ الردى يقف خجِلاً ، دع تلك الجذبة تَمَسُّ وجود عاشقيك .. بدل أن تفوز بها الملائكة 
يطوف الموت حولك حزيناً حائراً ، متوسلاً إليك بأن تفنيه ، يتمنى للحظة لو ترديه ضربة ! ليمنح الوجود الحياة ، وتبقى أنت ، تبقى شامخاً ..
تقام طقوس صلاتك الأخيرة في قلبي فأحرم في ميقات وداعك ، وأموتك شهقة تلو أخرى ..
قد قامت الصلاة .. الله أكبر ماهذا المصاب
تكبيرة ضجت بها السماوات 
و عند انحناءك للسجود سجد الكون بكله ولايزال ..
تهدمت أركان الهدى ، وتناثر الحزن والجوى في ليلة القدر ففزت ورب الكعبة ، ياكعبة الروح ومعراجها ..
و يعلن الفجر اغترابه الأبديّ ، تميل الشمس  إلى مثواها الأخير فقد رُدّت مرة أخرى لأجل عينيك ، لكنها ردَّت إلى مستقرٍ لها فلا إشراقة بعد ذاك الغروب ، 
ويغيب عن السماء وجهها الشفقيّ .. 
ونُقتَل في كل فجرٍ ألف مرة ..
ياقَدَرَ عاشقيك الدامي 
ياليلة قدرِنا الحزينة 
ياأيها النبأ العظيم ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155530
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16