صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

الإمام المُبين
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يترك رسول الله صلوات الله عليه القرآن الكريم متفرقاً في قلوب الرجال ، وإنّما تركه عند عترته ، القرآن هو الثقل الذي لا يحمله الا ثقل مثله ، قال تعالى ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الحشر ٢١

يتندّر بعض المتذبذبين - كالعسر وغيره - أن السماء لم تكترث بتدوين الكتاب وبالتالي هي ليست في صدد جعله دستوراً عامّاً للمسلمين ..!! نعم ، السماء لم تهتم بطباعة القرآن وانما اهتّمّت بحَمَلته ، اهتمت بِعدْله ، اهتمت بإعداد نسخة بشرية منه .. ! القرآن المكتوب ليس مشكلة الإسلام ولا حاجته الى الآن ، مشكلة الإسلام هي أهل القرآن وحملته ..

لم يترك رسول الله الثقلين متفرّقين في قوله ( اني تاركم فيكم الثقلين ) وانما تركهم وهم واحد ، ترك القرآن عند علي ابن ابي طالب ، وقال بصريح العبارة : لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .. فالكتاب المبين لا يكون الا عند إمام مبين .. والإمام غير المبين لديه كتاب غير مبين ، لديه قرآن يصعب فهمه ويصعب العمل به ..

القرآن بدون عترة النبي قرآن ولكن مع وقف التنفيذ ، فهذا المجتمع المسلم بين أيديكم ، هل هو مجتمع القرآن ..!!

ضيّعت الأمّة الظرف فضاع المظروف ، ضيّعت الإمام المبين فضاع الكتاب المبين ..

قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يس١٢

عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ، قال :كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) سائرا ، فمررنا بواد مملوءة نملا ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! ترى أحدا من خلق الله يعلم عدد هذا النمل ؟ قال : نعم ، يا عمار ، أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده ، وكم فيه ذكر ، وكم فيه أنثى . فقلت : من ذاك الرجل ؟ فقال : يا عمار أما قرأت في سورة يس وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ؟ فقلت : بلى يا مولاي ، قال : أنا ذلك الرجل الأمام المبين ..
المصدر : تفسير البرهان ، ج 4 : ص 7

#تهدمت_والله_أركان_الهدى
#آجركم_الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/01



كتابة تعليق لموضوع : الإمام المُبين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net