وأحتفالية بصدور مجموعته الشعرية باللغة الإيطالية بمدينة بالرمو - إيطاليا
أقامت مؤسسة أوطان الثقافية بيوم السبت المصادف 17-03-2012 في مدينة لاهاي الهولندية أمسية شعرية رائعة للشاعر الحروفي العراقي القادم من أستراليا حسب دعوة مؤسسة أوطان الثقافية في مدينة لاهاي الهولندية ، أفتتحت الأمسية بكلمة للأستاذ محمود جاسم النجار مدير مؤسسة أوطان مرحباً بالضيوف وبالشاعر الضيف مفتتحاً الأمسية بالحديث عن سيرة الشاعر الذاتية وعن انجازاته الأدبية والثقافية ، ومن ثم بدأ الشاعر أديب كمال الدين بقراءة مجموعة من قصائده الحروفية والصوفية باللغة العربية والانكليزية ، تضمنت الأمسية بعد ذلك حديثاً رائعاً للأستاذ مهدي النفرّي عن تجربة شاعرنا الضيف الشعرية والحروفية من خلال متابعة المستمرة لأعماله الشعرية .
بعدها استمرت قراءة القصائد كتراتيل تعبر نقاء وروحية الحرف والتصوف .. على شكل مختارات من قصائده باللغتين العربية والإنكليزية : بغداد بثياب الدم ، اذهبوا للجحيم ، شجرة الثعابين ، محاولة في أنا النقطة ، محاولة في النافذة ، أنين حرفي وتوسّل نقطتي ، ساحر ، عن المطر والحب .
وكان الشاعر أديب كمال الدين قد وصل إلى هولندا بعد أن شارك في الاحتفالية التي اقامتها عن دار: نووفا إيبسا إيديتوره Nuova Ipsa Editore في مدينة بالرمو الإيطالية في العاشر من آذار 2012 بمناسبة صدور الترجمة الإيطالية لمجموعته الشعرية : (أربعون قصيدة عن الحرف) ((Quaranta poesie sulla lettera Nuova Ipsa Editore . حيث قرأ قصائده: جاء نوح ومضى، دراهم كلكامش ، رقصة سرية ، أعماق باللغة العربية ، فيما قرأ الشاعر والممثل المسرحي فينشينسو بومارVincenzo Pomar القصائد بالإيطالية. شارك في الاحتفالية الناقد الايطالي: ماريو مونكادا دي مونفورته Mario Moncada di Monforte حيث قدّم قراءة مركزة للمجموعة . وقدّمت الشاعرة والمترجمة أسماء غريب تحليلا نقديا للمجموعة وتلخيصا لتجربتها الحروفية وهو التحليل الذي احتوته مقدمتها الوافية للمجموعة. وقد وثّقت كذلك أفكارها وتصوراتها عن المجموعة باللوحات الفنية التي قامت برسمها وعرضها للجمهور. الأمسية كانت من تقديم الكاتب الايطالي فينشينسو بريستدجاكُمو Vincenzo Prestigiacomo.
وقد نشرت الصحيفة الايطالية صقلية La Sicilia بتاريخ 10 آذار 2012 متابعة نقدية للاحتفالية بعنوان: ( رحلة البحث عن شمس الروح ). جاء فيها: إنها المرة الأولى التي يحطّ فيها أديب كمال الدين رحاله بإيطاليا، إنه الشاعر العراقي الباحث عن شمس الروح وسط ظلمة الأزل وهو الفائز سنة 1999 بأهم الجوائز الأدبية الخاصة بالشعر العربي .
وبمنطقة "المنظر البحري الجميل" لمدينة "بالرمو" قدم الشاعر الشاعر أديب كمال الدين مجموعته الشعرية "أربعون قصيدة عن الحرف" والذي شاركته في التقديم الأديبة المغربية أسماء غريب والناقد الإيطالي "ماريو مونكادا دي مونفورته" . الكاتبة أسماء غريب التي طالما عرفت الشاعر جيدا باعتبارها من ترجمت له المجموعة إلى اللغة الإيطالية ، حيث قالت عن الشاعر:
"ليست بالأمر اليسير قراءة ولا حتى ترجمة أعمال “أديب كمال الدين” من اللغة العربية إلى لغات حية أخرى , ومن يفكر في خوض غمار هذه التجربة عليه أن يتولّه بأبجدية هذا الشاعر ، وأن يتعلّم قبل أن يقرر الغوص في عوالمها كيف يتأمل عن بعد شواطئ بحره وأمواجه . لا زلت أذكر كيف اقتربت من كتاباته بترقب وتردد ولا زلت أذكر لقائي هناك بطفلة بدت وكأنها خارجة من جنان عدنية ، طفلة كامنة كانت تلعب بين كلمات الشاعر وتمدّ لي يدها الصغيرة داعية إياي إلى المرح ، إلى الضحك و البكاء معها ، وفي كل مرّة قبل أن تغادرني كانت تهمس لي هذه الأبيات :
الحرفُ الذي لا معنى له
سيشعل للنقطةِ حرباً لا معنى لها،
حرباً تأكلُ الزرعَ والضرع.
وحين يتمّ له ذلك
سيجبرُ الحروفَ كلّها
على المشاركةِ في حربه الغبيّة هذه
حتّى تستسلم له الأبجديات
وتتحول الكتابةُ إلى هذيان عظيم!
( قصيدة : "طاغية" من مجموعة "أربعون قصيدة عن الحرف")
وهي ذاتها الأبيات التي كانت تشعل بروحي وبفكري آلاف الأسئلة : ما الذي تريد أن تقوله لي هذه الطفلة؟ ولِمَ تُقدّمُ لي نفسها بهذا الشكل وفوق رأسها شجرة ذات أغصان من كبريت أحمر لامع وفواكه من حروف زمردية اللون؟" الكاتبة أجابت عن تساؤلها وأكملت قائلة : "لم تكن بالشأن اليسير أيضا الإجابة عن هذه الأسئلة : فمن الإنصات البسيط كان عليَّ أن أمُرّ إلى القراءة ومنها إلى الترجمة! أجل, فكل هذه السنين التي قضيتها في ترجمة نصوص من عيون الأدب العربي والإيطالي علّمتني أشياء كثيرة ، من بينها أنّ الدّارس إذا أراد أن يفتح أقفال نص أدبي يعلنُ عن نفسه صعبا أو مستحيلا منذ أول لقاء ، فليبادر إلى ترجمته إلى لغة أخرى يجيدها, إلى تفكيكه جزءا جزءا ، عندها فقط سيشعر الدّارس بأنه وفي لمح البصر يتحول من مترجم إلى خيميائي".
كتابات وأشعار أديب كمال الدين ترجمت إلى لغات عدة منها الإنجليزية و الفرنسية والألمانية والإيطالية والكردية . ونُشرت قصائده في الكثير من المجلات والمواقع الإلكترونية العربية والأسترالية .
محمود جاسم النجار – هولندا
مدير مؤسسة أوطان الثقافية - لاهاي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat