صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

العدسة النقدية لصدى الروضتين المنظور الأول (الإمام الحسين (ع) في القرآن الكريم لسماحة السيد سامي البدري)
علي حسين الخباز

  تحتاج أي دراسة توثيقية إلى رؤية الجذر المكون الفاعل في عملية التكوين الرؤيوي، لا من خلال التصور الاقرب الذي ربما سيحتاج الى  قسر تأويلي بل دراسة العلائق الجذرية المرتبطة مع مكوناته الاساسية دراسة واعية ومميزات الوعي هنا تعني النظر الى  العمق  البياني الواضح والإيحائي المضمر الذي لابد أن يعتمد على أسلوب المقارنة وذكر النظائر كمسعى استنتاجي  لا علاقة  له بأية  إسقاطات فكرية وإنما يسعى لاستنهاض بعض الحقائق المدركة في عملية تضمين الرموز المقدسة في القرآن الكريم، فالبحث عن أخبار الإمام الحسين (ع) في القرآن الكريم والتوراة والإنجيل للسيد سامي البدري، هو بحث في الجوهر القرآني، وفي البنية القائمة على معنى النهج الفكري الذي أبقى القرآن الكريم  بعيدا عن مساعي التحريف كمعجز من المعجزات القرآنية، فالنص الإلهي  تحاشى ذكر الأزمات وهذه كرامة إلهية لأهل البيت عليهم السلام ليشغل هذا الجزء  الحيوي منطقة الصراع وإبعاده عن المقدس القرآني، فما نفع السلامة والقرآن يتعرض للتحريف ـ فهذا فعل مهم من تكوينات البعد التضحوي الخفي الذي لا بد ان  ننتبه اليه فالفارق واضح بين التوراة العبرانية كمثال والتوراة السامية في الأسفار الخمسة الأولى، خمسة آلاف فرق في النص، ويتساءل السيد الباحث  كيف اذا أضفنا إلى النص قضية اختلفوا فيها ؟ حيث قامت الدولة الاموية على لعن علي (ع) على منابرها فالقاعدة العامة في المعجزات كما يراها السيد الباحث نصت على أن يبقى النص حياديا ليحافظ على كيانه من التحريف وإحالة ذكر أهل البيت عليهم السلام إلى السنة النبوية، ولذلك نجد ان النص القرآني استوعب ذكر اهل البيت في مستوى إبداعي دلالي يحتاج إلى مفاتيح  قرآنية تكشف العلاقة الكامنة في مفصل الارتباط في تجانسات المعنى القصدي الموجودة في تراث اهل البيت عليهم السلام .
جاء في قوله تعالى:{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}الحـج/40. روى ابن شهر آشوب في المناقب: إن الإمام الباقر (ع) قال نحن الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق.. 
وفي تفسير علي بن إبراهيم هو الإمام الحسين (ع) حين طلبه يريد ليحمله إلى الشام فنزح إلى الكوفة وقـُتل بالطف- وفي روضة الكافي لابن محبوب عن أبي جعفر عليه السلام- نزلت في رسول الله (ص) وعلي وحمزة وجعفر وجرت في الحسين (ع)- وقاعدة الجري تنزل في قوم ثم تجري في قوم آخرين ينص على جريانها في هؤلاء القوم النبي أو الإمام، وفي مجمع البيان أنها نزلت في المهاجرين وجرت في آل محمد (ص) وقوله تعالى({وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}الأحقاف/15-16. جاء في تفسير العامة نزولها في أبي بكر وذريته، وهذا تفسير القرطبي والسيوطي، أما الرواية في تفسيرنا عن الإمام الصادق (ع) عنها عن علي بن الحسين عليهما السلام: أنها نزلت في الإمام الحسين وتسعة من ذريته عليهم السلام ومدونة في الكافي بمسنده عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (ع) ... 
نجد الواقع التاريخي حسب استنتاج السيد الباحث كان لصالح الرواية الشيعية حيث أن التاريخ يذكر كمية أخبار مؤكدة أن الحسين (ع) ولد في ستة أشهر وكان المسعى الأموي يحث على طمس هذه الحقيقة.. وفي آية أخرى:{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }الأحقاف/15. قال الإمام الصادق (ع): إن فاطمة لما حملت بالإمام الحسين كرهت حمله لما أخبرها أبوها رسول الله(ص) بقتله، وحين اخبرها إن بهذا القتل سوف يحيي الله ذريته وسوف يرزق تسعة أئمة، فقالت (ع): رضيت يا رسول الله- وقد استشهد البحث بآيات كثيرة تدل على المعنى المذكور..
وفي الدراسات الغير تقليدية نجد إدراكا واسعاً للنتائج الفكرية التي حولت النظرة الإعلامية السيئة المترسبة من سيئات الإعلام الأموي الدولي، إذ عرضوه مفسداً هو وأباه لكن عرفه الله تعالى كما عرفه الرسول بأنه إمام الهدى ووالد الأئمة التسعة الهداة- حتى صار الجمهور يخاطب الإمام بأنك الإمام البر التقي الرضي ولو تمعنا قوله تعالى:{وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.... إلى قوله {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}111-112/التوبة. وخلاصة هذه الآيات- القتال والشهادة وبشرى النصر وتصديق الواقع التاريخي  المنشور في التوراة والإنجيل والقرآن...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/20



كتابة تعليق لموضوع : العدسة النقدية لصدى الروضتين المنظور الأول (الإمام الحسين (ع) في القرآن الكريم لسماحة السيد سامي البدري)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net