صفحة الكاتب : علي الخالدي

العالمية والحاكمية الشيعية المهدوية: زيارة الأربعين منارةً للتغيير
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ (الفتح: ٢٨).

تشهد العالم اليوم معركةً وجوديةً على سيادة الأرض، تقودها قوى كاسرة تتخفى خلف شعارات الدين زيفًا، سواءً تحت راية المسيحية اواليهودية، أو عبر أديان بشرية مُختلَقة كالعولمة والشيوعية والصهيونية والليبرالية، وهذا يتجلّى جليًّا في حروب العصر: صراع غزة الموجّه ضد الإسلام، وحتى الصدام في أوكرانيا بين روسيا وأوروبا، الذي تَلبَس برداء الأرثوذكسية والكاثوليكية، أسماءً جوفاء نُسجت في كواليس الظلام، غايتها السيطرة على مقدرات الأرض.

عوداً إلى الآية الكريمة، التي تُعلن أن دين خاتم المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) سيعلو على الدين كله، بعد أن تُدحَر مشاريع شياطين الإنس والجنّ الذين اتخذوا الدين غطاءً لإهلاك الأرض، بسفك الدماء وإشاعة الفساد الذي حذّرت منه الملائكةُ منذ بدء الخليقة: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾.

عودة إلى وعد الله الشهيد: ﴿ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾، فهو تأكيد إلهي على اكتمال نوره رغم الكافرين: ﴿ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ فمتى يتحقق الوعد؟ ومتى ينقشع ظلام سفك الدماء؟ وهو السؤال الذي يفرض نفسه اليوم ونحن نرى دول الكُفر تُمعن في جرائمها من غزة إلى العراق وسوريا وإفريقيا، تُدين البشرَ بالفقر وتغرقه بالأمراض.

إن هذه الكوارث ستمحى كما وعد الحقّ: ﴿أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾، فتنقلب الحاكمية من الطغاة إلى عباد الله الصالحين، الذين بدأ نورهم ينبعث، من الشرق وغرب آسيا، وهم أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الموطئون له سلطاته، وهذا ما بدأت ملامحه تلوح اليوم، بعد أن انفرد الشيعة بحمل لواء الدفاع عن الإسلام، فبرزت قوتهم الإنسانية عالميًّا، بعد ان دفعوا اثمن ما يملكون من ارواح في فلسطين، مثل السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، رغم محاولات الإعلام الغربي تشويه الوجود الشيعي في غرب آسيا وتصويره تهديدًا.

لقد تحوّل التجمع الشيعي – بعد قرون من التهميش – إلى ظاهرة كونية عبر زيارة الأربعين، التي قفزت من بضعة آلاف قبل عقدين إلى ثلاثين مليونًا، وظهور العالمية الشيعية لم يأتِ صدفةً، بل هي خُطّة استراتيجية إلهية موثّقة في رسمها أهل البيت (عليهم السلام)، لتكون منارةً للبشرية نحو مشروع العدل الإلهي، وتجعل كربلاء قِبلةً تجذب قلوب العالم لا تنفّرها.

الحاكمية الشيعية هي جوهر حكومة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وتتقدمها العالمية الشيعية التي تُبديها زيارةُ الأربعين، ولقد تجسّدت هذه الحاكمية أولًا في ولاية المرجعية الدينية (الإمام السيّستاني دام ظله) والقيادة الرشيدة (القائد الخامنئي أيده الله) أما المجتمع الممهِّد الإلهي – حامل مشعل الهداية نحو دولة العدل – فلهيبُه لا ينطفئ بانتهاء محرم وصفر، بل سيظلّ متّقدًا حتى ظهور الموعود (عجّل الله فرجه).

إن هذا المجتمع الإلهي هو مجتمع الممهّدين "المنتظرين" الصالحين، الذين سيرثون الأرض ويقيمون دولة العدل، ويمسكون ادارتها، وهم مكون الاصحاب والانصار تحقيقًا لوعد الله: ﴿أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/18



كتابة تعليق لموضوع : العالمية والحاكمية الشيعية المهدوية: زيارة الأربعين منارةً للتغيير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net