سلوني قبل أن تفقدوني الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
د . ابتسام مشني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ابتسام مشني

أن رفقة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لابن عمه رفقة خالدة ،من نمط نادر ،تجسدت كونها الرفقة التامة التي انصهرت فيها مختلف اشكال العلاقة ،هناك الرفقة التي تتطرز بالعلاقات الرفقة السياسية ،والرفقة العكسرية ،والرفقة الايدلوجية ،ورفقة الابن والأب او الاستاذ والتلميذ وغيرها ،وتكون هكذا علاقات ماهو طويل الامد ،وماهو قصير ..لكن علاقة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام بالنبي صلى الله عليه واله وسلم كانت جامعة ،شاملة ،متنوعة ،غنية ومتكرسة وعميقة في التجربة ..
ممااعطى المسار المحمدي تطبيقا لتلك العلاقة بين الأفكار والواقع ،في الحرب والسلم ،في سرية الدعوة وعلانيتها ،في الهجرة إلى يثرب ،وفي بناء دويلة المدينة ،وفي فتح مكة والفتوحات الاسلامية الاوسع ،في كل ذلك ،عاش الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الاخ ،والرفيق ،والابن ،والتلميذ ،مغترفا من الفكر الاسلامي اصوله البكر قبل سواه .
فكان الوحي القرآني الهادي ،والحديث النبوي الشريف ، هما كنز المعرفة ومنهله الغزيز العطاء .
ان اكثر من ثلاثين عاما تحت وهج الأنوار المحمدية تعني ما تعني ان اصطفاه الرسول صلى الله عواله وسلم ل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام اصطفاه معرفيا بروح الفكر والمعرفة في واقع الجاهلية ،في حين كانت البيئة الجاهلية متبايتة أشد التباين في تأثرها الاقتصادي والاجتماعي في إطار التباعد والتخلف،يصعب توحيدها في ظل غياب القاعدة المادية والإجتماعية للتطور القومي الموحد. ،وكان الادوات الواعية غير منسجمة ،لذلك كانت المعرفة النبوية تصل الى العرب عبر كلمات الرسول صلى الله عليه واله وسلم فعلا قويا مباشرا ،فيما يكسبه من انصار ،وفيما يثيره ويستثيره من عدواة ،بعد ان خطت طريقها في التجربة ،من أجل أن تدخل في الواقع كواقع اقوى يهدف إلى التغيير الاسلامي للواقع ،من خلال تلك العلاقة الجدلية ،كان الواقع والمعرفة يقدمان تطويرات فذة ذات فوائد جمة .
وقد نبه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام على ذلك في كتاب له إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قال فيه (إن الشقي من حرم نفع مااوتي من العقل والتجربة ).
فكانت لوامع المعرفة المحمدية التي قلبت الواقع الجاهلي ،أنشأت منه الواقع الاسلامي الزاهر ،تصل إلى الأمعلي بن أبي طالب عليه السلام
أول بأول ،فقد افرغ الرسول صلى الله عليه واله وسلم معرفته النبوبة ،وافكاره ،وثمار تجربة المدهشة في اذن وراس الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
لذلك ما كان يجانب الصدق شعرة وهو يقول مخاطبا جمعا من الناس :-
(سلوني ...فوالله لا تسالونني عن فئة تضل مئة ،أو تهدي مئة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها ...ولو شئت أن أخبركم كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ... ولكن اخاف أن تكفروا في (الياء بالشدة ) برسول الله صلى الله عليه واله وسلم والذي بعثه بالحق نبيا ،واصطفاه على الخلق ، ما أنطق الا صادقا ،ولقد عهد ألي بذلك كله ،وما ابقى شيئا يمر على رأسي إلا افرغه في أذني ). (المصدر :نهج البلاغة ..الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ).
ولم يكن تسليمه المعرفة عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم تسلم الساكت ،بل كان يسأل ويستفسر عن كل شيء ،حتى تتبلور الأفكار في ذهنه ،وتحفظها ذاكرته حفظ استرشاد ومسؤولية وأمانة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat