هذا هو جنوني اللهم فاشهد ( 6)
علي حسين الخباز

  (51)

معاقل الصبر

في معاقل الصبر، ورياض الزهو، والنصرة والسلام
تصير الخدمة بيرقا... وعنوانا من أهم عناوين المجد
سألته: هل تحب عملك؟
قال: أخشاه... أخشى أن أفقدَ في زحمته
إرتعاشة الشوق... وقشعريرة الحنين
أخشى أن أفقد الدمعة... عند أنين الصباح
وقال: علينا أن لا ننسى الرفقة والرقة والبساطة والسلام 
على أطياف النور عند كل لقاء...
سيدي الكريم...
يقول أحد المتشرفين بالخدمة:
كلما أنظّف الحرم
أشعر كأني أضمّد جرحا من جراحات الإمام...
لا خشية أمامَ وعيٍ
يرى الدمع رواءً في تربة الكفيل
&&

 (52)
الفراغ

على هامشِ الوقت تتزامن التفسيرات مخاضا
عند المعماريين فضاء يحتاج الى بنيان... 
وفي علم الاجتماع تفرّد دون استحقاق...  
تتجدد دائما محاولات استثمار الفراغ بالفراغ...
وفي الملتزم من التفسيرات يعني الفطرة
طالبنا الله تعالى بالسعي ثم النشور... 
استثمار فراغ الدنيا بالعمل الاخروي...
ونحن عند هذا الفيض الوجداني المقدس 
لابد ان نستثمر الفراغ حتى لو كان برهات خاطفة 
كي نكون حذرين من فراغ القلب... 
وندعو الله أن يرابط قلوبنا 
لهذه الخدمة بالخير والسعادة والنجاح...

&&&
 (53)

الأوامر
   
 :ـ مسالك توظف المفهوم لخدمة الناس 
 دون تحريف... 
 أو تحميل... 
 لغايات تسوّف المعنى...
ما أقساها... حين تسقط  بانحرافات المصالح الشخصية والأمزجة والرغبات الفردية...  
وما أقساها حين تصير قوالب تقصي مالا يستسيغه المسؤول، وان كان ابداعاً... 
وما أرذلها حين تهمّش الآخرين... 
(نقطة نظام) 
حين يكون العطاء روحياً يكون أمراً قائماً بذاته...
ولذلك نحن نرى أن أسمى الأوامر 
هي خدمة الزائر بما يليق بمكانة الحسين عليه السلام وزائريه
&&&&

 (54)

اللمّازون

حتى بصمتهم منكسرون 
لكونهم طوال سنين  
اعمارهم الميتة يحتضرون  
هم بذار اليأس
وضعف النفس... 
مدجّجون بالظن والريبة والرياء 
واللمزة... كما جاء في البيان 
غمزة لسان... اغتياب وجحود 
 وطعن من طعان الغدر...
 إيماءة  لاهثة.. تنتقص قدر الناس... 
جبن مفضوح... 
(تدلي بودي إذا لاقيتني كذبا 
                         وإن غبتُ فأنتَ الهامز اللمزة) 
فمهما  تهندم اللمز هو ملعون.. ملعون

&&&

 (55)

الكراسي

الكراسي... محطات 
كرسي لكل زمان 
كرسي لكل مكان 
يهبط كرسي ـ ليصعد آخر 
يقول أحدُهم: إنها محضُ سراب... وتلك محنة الغواة 
بينما حكيم يقول: ما أجملُها حين تصبحُ أحداقا 
تتسعُ لتبصرَ وجعَ المحرومين... 
فتصير سجادة صلاة
(الحكم عقيم)... 
دون كرسيه نراه يبتدئ الناس السلام 
حكم الري كان غواية ابن سعد...
 بينما اصغر شهيد في الطف  
وضع الكراسي تحت قدميه... 
ليقبل ضريح امام...
&&&

 (56)

السَّوْق والتَّسريح

بين السَّوْقِ والتسريح قلوبٌ نزفتْ أعمارَها... 
أيام كان السَّوْقُ الاجباري يقود الملايين بصفّارة عريف...
كان التسريحُ حلماً من أحلام الأحرار... 
واليوم غدا السَّوْقُ الوظيفي سوقاً ومزادات... 
رشاوي ووساطات، ومميزات جاه، وعشيرة وسلطان... 
بينما صار التسريحُ الاجباري آفةً تأكل قلبَ العراق، يُقاد بنزوة مسؤول... أحدهم اقترح باستبدال موظفيه بمستورد بشري...
(سري لانكي ـ ماليزي ـ سنغافوري ـ فلبيني... 
على غرار مصري ـ سوداني...) 
ومسؤول آخر... يطرح استقطاع ما يراه مناسبا لخبز حاف...
آه لبلد يصبح فيه التعيينُ رشوة... 
والتسريحُ الإجباري البالغ الخطورة اجتماعيا بتوقيع كيفي... 
يستعرضُ اخلاصاً يحتاجُ الى دعاية...
&&&

 (57)

التمرد 

 (آلاف الصور المعلقة على حائط العراق رفعت برمشة عين) 
علمتنا الحكمة... ان بعض التمرد اسقاطات هوجاء... 
اعلانات هزيلة ترمي النقص على جباه الآخرين...
نتاج فكر مأزوم.. مسعى ضليل مصلحي السمات... 
ولذلك تراه يثور حين تجري الرياح بما لاتشتهي امانيه...
يركب الخشن كي يوزع التيه... 
ومن التمرد ما يخرج من عباءة العقلاء... 
يروم اصلاحا بوهج يقين... 
لايحتاج الى اكداس صراخ ولافتات تحريض...
وتجييش الالغاء بمكر عالي الدقة...
والعاقل... العاقل لايبيح هم الأمة من اجل أن ترفع له صورة ستمزق بعد حين...
&&&

 (58)

البرزخ 
           ما أجملها  تلك اليد التي
          تقدر ان ترتجل الكلام...
          المنطوق اصابع 
          ومن المؤكد ان تكون الجملة
          حينها عرق الانسان 
          واللغة... 
         هي العمل 
         او هي الأمل 
        والمنجز مهما كان صغيرا 
        سيصير لسان... 
        قال:ـ  ما الذي يفصل
       الإنسان عن سواه 
       برزخ قلت: هو الوجدان

&&&

 (59)

الحكمة
سألوا الحكمة يوماً:
لِمَ يخيبُ رجانا... 
وعلى الكف يُولد ألفُ سؤال؟
قالت: محال أن يولدَ الوردُ 
في كفٍ تثرثر بدم الغيبة والنميمة 
 والأشد من القتل 
وتأكل خبز حرام... 
فليمكث في التيه من يلغي هوية إنسان 
له كرامته وعزته 
وانتماء هواه 
 ومجد هويته 
 وسلام إمام...

 
&&&
 (60)
اللقلق 

 
على برج كنيسةٍ... بنى عشّه وقام... 
 خدعوه... شرب المحرم، وأكل لحم بعير...
 لذلك قالوا: لا دين له! 
اللق... صدع الأرض  ـ غموضها... واسهاب لغو  
 اللقلقة... جلبة دون فعل 
اللقلق... لسان...
طائر صيّرته الأمثالُ هوية للمنبوذين... 
من ماسحي الأكتاف... مرضى العجز المستديم...
 التملق...
فعل بلا ضمير... 
لا تعاشر لقلقا يا ولدي... 
كي لايبني على رأسِك عشّه ويقوم.
&&&&& 

الموضوع السابق خفافيش الأوهام والأحلام

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat