صفحة الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي

حذار أن تتحول الكهرباء إلى معبود !!
كاظم الحسيني الذبحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وردتني مساء هذا اليوم رسالة من أحد الأصدقاء المحترمين يعرض فيها معاناة الناس من جرّاء انعدام الكهرباء في البلاد ، فكتبتُ له هذه الأسطر جواباً على رسالته الكريمة ،وأنقلها هنا مع إجراء بعض التعديلات غير الجوهرية :ـ 
 
هل تقدر أن تنسى الكهرباء؟ بالتأكيد سيكون جوابك النفي .  قد يكون نسيان الكهرباء أقل كلفة من النفي ،والعاقل يسعى لتحقيق الأشياء الأقل كلفة .
رب سؤال يثور : هل يستطيع الإنسان أن يموت باختياره (ليس الانتحار؛وإنما الموت بالاختيار) سيكون الجواب النفي أيضاً ،ولو علم المجيب أنّ كلفة الموت بالاختيار لا تساوي شيئاً أمام كلفة النفي ، لآثر الموت باختياره على البقاء مع النفي !!
 قد يكون السبب باستمرار انقطاع الكهرباء هو الحديث المستمر عن انقطاع الكهرباء !!
وقد نكون بحاجة أن نكفر بجميع الأرباب التي نصبناها لأنفسنا حتى لا نعبدها من دون الله !
رُبّ سائل يسأل ما علاقة الحديث عن الكهرباء بموضوع العبادة ؟
سيكون جوابي حينئذٍ مبنيٌّ على فكرة أنّ العبادة تعني الامتثال لأوامر المعبود ،ولا فرق في أن يكون هذا المعبود هو معبود حق ، أو معبود باطل .ولذا نجد أن الله ينهى بني آدم من عبادة الشيطان ،كما في سورة يس ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان) . 
إذن ملاك العبادة هو الامتثال للمعبود والإذعان له والتصديق بوعوده .
نحن صدقنا، أو قل عشنا حلماً أننا سنرى (الكهرباء) قبل رحيلنا عن هذه الدنيا ،فتصديقنا هذا امتثال وإذعان ،وتلك هي العبادة ، أو ضربٌ من ضروبها !
يتحدث القرآن عن عبادة بني الإنسان لشيء اسمه الوثن ، والوثن هذا هو فكرة تستقرُّ في الأذهان ، وقد يكون الوثن من صنعنا نحن ، أو من صنع غيرنا .
يقول الحق تعالى : {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }العنكبوت17.
انظر إلى لفظة ( إفكاً) .. الإفك غير الكذب ، الإفك هو مقلوب الحقيقة . عبادة الوثن (الامتثال له والتصديق به والإذعان إليه) تساعد على خلق الإفك ابتغاء رزق يتخيل حصوله عابد الوثن من هذا المعبود الباطل !
هذا القول في هذه الآية هو قول أبينا إبراهيم صلى الله عليه وآله لقومه عبّاد الفكرة الخاطئة التي هي الوثن ، ذلك المعبود الذي جعلهم يصدقون بشيء آخر عملته أيديهم وهو الصنم ، فالأصنام هي وليدة الوثن وليس العكس ، على اعتبار أنّ الوثن معبود ذهني ؛ إنه فكرة ، ثقافة ، آيديولوجيات ، والصنم معبود حسي خارجي .
قد يكون انقطاع الكهرباء امتحان عسير لنا ، هل نعبد الله ، أم نعبد الكهرباء ؟!
ليس أمامنا طريق إلاّ الكفر بعبادة الوثن الجديد ،وأعني به الكهرباء !!
كيف نكفر بالكهرباء ؟
سؤال يبحث عن إجابة ،والإجابة تكون :فلننسى الكهرباء أنها تأتينا يوماً ، فشكراً لوزارة /وزراء الكهرباء ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم الحسيني الذبحاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/13



كتابة تعليق لموضوع : حذار أن تتحول الكهرباء إلى معبود !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : كاظم السيد مهدي الحسيني الذبحاوي ، في 2012/03/26 .

السلام على السيّد الأيّد . حسين ج . الحسيني
الصامتون يزلزلون الأرض ، لأنّ الصمت غير السكوت !
سألني أحد الأشخاص : لمَ لم تمت إلى الآن ؟
قلت له : لم يثبت عندي أن الحياة معكم أفضل من الموت ،فبُهت الذي كفر !
قد يكون الموت ثورة الصامتين على الخرّاصين (الذين هم في غمرة ساهون * يسألون أيّان يوم الدين *يوم هم على النار يُفتنون * ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون*) !
هل تحسبُ أنّ حياتنا أفضل من الموت ؟ لا أظن ذلك ..

إني لا أرى الموت إلاّ سعادة ،والحياة مع الظالمين إلاّ برماً !!

تحياتي لك .



• (2) - كتب : حسين ج. الحسيني ، في 2012/03/25 .

السلام عليكم . مقالك جدّي و ظريف في آن واحد .الربط الذي استخدمته و الزاوية التي اتيتنا منها اصبحت عريضة بعد ان كانت ضيقة لا تسع امبير واحد.الذي يأخذ من مقالك بأن تجاهل الكهرباء افضل من الكلام في نقصها و حتمية الحصول او الوصول اليها,لكن هذا سيقودنا بأننا نستطيع الركون في البيت و عدم الذهاب الى طبيب اذا اصابنا ألم أو وجع في المعدة و علينا محي الوجع من الرأس و عدم التفكير به و بذا سينجلي و يذهب عنّا.الركون سيأتي الينا و بعده الخنوع من قادتنا الذين وضعونا في ما نحن فيه ..لنغيّر ذلك و نبدأ ثورتنا من داخلنا و بأننا نستطيع قيادة انفسنا و نستطيع تغيير الواقع المزري و الذي فرض علينا , و منه المعين..شكرا لكتاباتك , اتابعك بصمت و لكنني كسرته قبل فترة وجيزة ..سلامي و تحياتي لجنابكم..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net