صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

أين السينما العراقية.. ؟
ماجد الكعبي

مانشيتات أو عناوين
أن الظهور الحقيقي للسينما العراقية بكامل كوادرها كان في فيلم ( فتنة وحسن)

سجلت السينما العراقية عشرات الأفلام الطويلة كان آخرها فيلم الملك غازي الذي أنتج سنة 1992 .

صمتت السينما العراقية صمتا مطبقا في إنتاج الأفلام الروائية

للسينما التسجيلية العراقية تاريخها أيضا أكثر من مئتي فيلم تسجيلي

أنتج في تاريخ السينما في العراق .منذ فيلم ابن الشرق عام 1946 وهو إنتاج مشترك عراقي مصري مثل فيه بشارة واكيم ومديحة يسري من مصر، وعادل عبد الوهاب وحضيري أبو عزيز من العراق. الذي أخرجه المصري نيازي مصطفى. تكون السينما العراقي قد فتحت صفحتها التاريخية في مسيرة هذا الفن . ولعل ابن الشرق مثل تحولا دراماتيكيا في السينما العراقية ، إذ كانت سينما مستهلكة للأفلام العربية والأجنبية أي إنها مستوردة فقط . وفي نهاية العام 1946 نفسه ، أنتج فيلما مشتركا بين العراق ومصر هو ( القاهرة بغداد ) أخرجه المصري احمد بدرخان ..وفي عام 1949  جاء فيلما مشتركا هو ( ليلى في العراق) عام 1949 وأخرجه احمد كامل مرسي . إلا أن الظهور الحقيقي للسينما العراقية بكامل كوادرها كان في فيلم ( فتنة وحسن) الذي أخرجه العراقي حيدر العمر عام 1955 وهو التجربة العراقية الخالصة دون اشتراك من أية جهة سينمائية عربية .ثم توالى الإنتاج السينمائي العراقي ولعل ابرز الأفلام العراقية على مدار تاريخها السينمائي منذ أول فيلم يخرج للنور هي أفلام ( سعيد أفندي) عام 1956 من إخراج كاميرون حسني وتمثيل يوسف العاني وزينب ، و(الحارس) إخراج خليل شوقي، و(عروس الفرات») إخراج كامل العزاوي وهو أول فيلم عراقي ملون، وفيلم الجابي وبيوت في ذلك الزقاق والمنعطف إخراج جعفر علي عن رواية خمسة أصوات لغائب طعمه فرمان . وهكذا سجلت السينما العراقية عشرات الأفلام الطويلة كان آخرها فيلم الملك غازي الذي أنتج سنة 1992 . وبين فتنة وحسن والملك غازي ، ثمة حركة دؤوبة لإنتاج السينما المحلية المعتمدة على الخبرات والإمكانات العراقية دون التفكير باستيراد مخرج أو كاتب سيناريو من بلد آخر إلا في استثناءات بسيطة . ويبدو إن الإنتاج العراقي كان مختصرا في اغلبه على القطاع الحكومي متمثلا بمؤسسة السينما والمسرح المدعومة من الدولة وهي الجهة الوحيدة التي كانت تنتج الأفلام العراقية وتمثلها في المهرجانات الدولية . ولعل إنتاج السينما العراقية القليل نسبيا قياسا لإنتاج السينما المصرية مثلا أو السينما الجزائرية ، والذي يربو على 99 فيلما ، فانه يمثل الإنتاج المتميز في المنطقة على صعيد النوع والكم . وفي نظرة عامة لإنتاج المنطقة العربية من الأفلام، نجد أن الإنتاج العراقي كان كبيرا وسجل عالما خاصا به لتميزه بطرح القصة المحبوكة بمهارة المشتغلين في هذا الفن وحرفة عالية في ممارسة المهنة . وإذا استثنينا الأفلام التي أنتجت لصالح النظام البائد والتي كان موضوعها التعبويات في الحروب وتمجيد النظام ، فإننا سنحصل على سينما متميزة ومهمة على صعيد التاريخ السينمائي الذي تفتقر إليه الكثير من الدول . وبعد سقوط النظام ، صمتت السينما العراقية صمتا مطبقا في إنتاج الأفلام الروائية وقد يعود السبب لكثير من الأمور التي أثرت بشكل سلبي كهجرة الكوادر المتخصصة في السينما من مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو وفنيين إضافة إلى الحالة الأمنية التي مر بها العراق والتي يتعذر فيها العمل السينما الذي يحتاج لمرونة في الحركة والتصوير في أماكن مفتوحة ومؤمنة كليا .. وقد يكون السبب الأساس هو غياب المؤسسة المشرفة على القطاع السينمائي والذي لم يعد لها وجود ذا أهمية أو مؤثر في الإنتاج السينمائي. غير أن هناك بعض المحاولات التي جاءت من شباب غامروا صوب السينما التسجيلية وأنتجوا عددا من الأفلام التسجيلية والوثائقية خلال السنوات السابقة وكانت محاولات جريئة في إثبات فرضية السينما بخير كما يقول البعض . وللسينما التسجيلية العراقية تاريخها أيضا ، فثمة أكثر من مئتي فيلم تسجيلي أنتج في تاريخ السينما في العراق ، وكان معظمها يتناول ما أقدم عليه النظام من حروب وقتل ودمار وكان يفتخر بعرضها على الناس وهي محملة برائحة الموت والدم .. إلا ذلك لا يمنع من وجود بعض الأفلام التسجيلية التي سجلت في تاريخ السينما الجادة وهي تصور معاناة العراقيين في زمن النظام نفسه وأكثر من ذلك حين كانت تلك الأفلام تجتاز الرقيب الغبي وهي تفضح النظام وجلاوزته ، وقد صورت ما أحدثه الحصار والحروب على العراقيين وقد فهمها النظام حينها على أنها إدانة للمجتمع الدولي ولكنها فضحت النظام الذي قتل شعبه وتعامل بوحشية معه .
إن إمكانات العراق الحالية من كوادر محترفة في المجال السينمائي والدعم المادي الذي من الممكن أن تضطلع به الدولة ، كفيل بإعادة الحياة إلى السينما العراقية التي من المؤسف أنها توقفت في زمن التقنية الهائل الذي أحاط بالفيلم السينمائي من كل جوانبه .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/28



كتابة تعليق لموضوع : أين السينما العراقية.. ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عراقي من : العراق ، بعنوان : شكرا جزيلا في 2010/11/29 .

احسنت بعرض مشكلات السينما العراقية
بارك الله فيكم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net