من طلب العبادة تزكّى لها
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

ورد عن الإمام الحسن (عليه السلام) : إنَّ من طلب العبادة تزكّى لها . (تحف العقول ٢٣٦ ) ..
تزكى : لها معان كثر ، منها تصدّق ومنها تطّهر ومنها تصفّى من الصفو .. وقد تلتقي في هذه الرواية الحسنية الشريفة بمعنى واحد هو التهيئة للعبادة المعينة بما يناسبها ..
فالتزكّي للصلاة مثلاً يشمل التطهر الظاهري من الحدث والخبث ، ويشمل التطهر المعنوي كالابتعاد عن الفحشاء والمنكر التي تنهى عنهما الصلاة بصريح القرآن الكريم ، وقد يكون التزكي هو أن يصفّي المرء ذهنه من جميع الأفكار والحسابات التي قد تشغله عن الصلاة كما ورد عن بعض الصالحين في أنه لا يشتغل بالصلاة إلّا أن يُنهي التفكير بجميع ما يشغله ..
وكذا الحج ، حيث نرى أن الذي يروم الى الحج يحاول تنقية أمواله من الواجبات المالية المتعلقة وتنقية ذمته التي قد تكون مشتغلة في حقوق الآخرين ، والتجرّد عن ملابسه ما خلا الإحرامات ..
وهكذا .. فإن لكل عبادة التزكية الخاصة بها والتهيئة المناسبة .. ونختم بالصوم الذي بدأ العدّ التنازلي لأيّامه الكريمة ، فلابد لنا ونحن مقبلون على هذه العبادة أن نتزكى لها ما استطعنا ، ولعلّ المرور بشهرين فضيلين هما رجب الأصب وشعبان المعظّم هو رحمة الهية خاصة لتزكية النفس وتطهيرها من جميع متعلقاتها وشوائبها قبل الدخول بشهر الله الأكبر ، شهر رمضان ..
يروي أبو الصلت الهروي عند دخوله على الإمام الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان ، يقول : فقال لي : يا أبا الصّلت إنّ شعبان قد مضى اكثره وهذا آخر جمعة فيه ، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالاقبال على ما يعنيك ، واكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن ، وتب الى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان اليك وأنت مخلص لله عزّوجل .. الرواية - مفاتيح الجنان -
اللهم بلّغنا شهر رمضان ونحن في أزكى حالة نستقبل بها شهرك الفضيل وتعيننا على أداء فرائضه ونوافله لنستحق به فضائله وعطائه .. اللهم آمين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat