انتظار المهدي عليه السلام .. أمر بين أمرين ((1))
ايليا امامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايليا امامي

الحلقة الأولى :
* يكفي أن تلقي نظرة سريعة على أخبار العالم .. من نقالك أو تلفازك .. لترى الأحداث تجري من حولك بشكل سريع ..
هنا وباء يفتك بالبشرية .. هناك رايات تتصارع في سورية .
في لبنان طبول الحرب تقرع مع اليهود .. في اليمن مجازر يصنعها آل سعود.
في إيران تعقد الرايات استعداداً للمواجهة
بين أمريكا والصين احتمالات حرب ربما تصبح عالمية.
في بلاد الروم ( أوربا ) أوضاع فوضوية .
والعالم كله يبدو متجهاً نحو الهرج والمرج .. ولايوجد بلد واحد يعيش بدون خوف .. إما من الاقتصاد أو الأوبئة أو الأسلحة .
* أما العراق ففي مكان القلب من المشهد .. يترنح وسط الأمواج لايقر له قرار .
* ثم تلتفت للأخلاق فتراها مُحِقت .. والنزاهة فتراها اختفت .. والعقيدة فتراها تصدعت .. ومفاهيم العيب والحرام تداس بالأقدام .. فلا تشك أن الأرض ملئت ظلماً وجورا .
* وأنت تشاهد هذا المنظر سنة 2020 .. تبدأ روايات أهل البيت عليهم السلام تجول في رأسك .. تلك الروايات التي جعلوها علامات لظهور المهدي .. تجد نفسك مأخذواً من حيث لاتشعر .. بمقارنتها مع الواقع .. فتحدق تارة في الأحداث وأخرى في كلماتهم .. متعجباً من تطابقهما .. مذهولاً بتناسقهما .
* روايات مثل :
• ( إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله )
• ( قدام القائم سنة يجوع فيها الناس )
• ( يصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات )
• ( يكون قدام ذلك الطاعونان الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر )
• ( رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف )
• ( من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم )
• ( جراد في حينه وجراد في غير حينه )
• ( بين يدي القائم سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب )
• ( لا يظهر القائم حتى يشمل الناس بالشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه )
• ( يكون قتل بين الكوفة والحيرة قتلاهم على سواء )
• ( ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام )
• ( اختلاف أهل الشام بينهم والرايات السود من خراسان )
• ( ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم )
* حقاً إنها _ وغيرها كثير _ روايات تستفز مشاعرك عندما تراها قريبة من وصف واقعنا.
وتلهب الحماسة في نفسك .. وكأنها تحكي حالنا .
ولا ألومك لهذا الشعور بقرب الظهور .. ولا أرفض هذا التفاؤل والأمل .. فلعل الله تعالى يشاء أن يرحمنا ويحقق أملنا .
وإذا أردت رأيي .. سأقول نعم .. لم يسبق في التاريخ أن ارتسمت لوحة الأحداث العالمية بشكل قريب من وصف الروايات كما يحصل اليوم .
* ولكني أخشى عليك من معاملة الأمل كعقيدة .. وتعاطي الاحتمال كيقين .. ثم لو تأخر الإمام لمشيئةٍ من ربه .. ستفقد أملك وعقيدتك .. واحتمالك ويقينك !!
أخشى عليك من توقف عجلة حياتك وطموحك المستقبلي .. في هاجس الشعور بحدث وشيك .. فتحسب الساعات والدقائق بدون تفكير .. وتربط كل شيئ بالعلامات بدون مراجعة .. لينتهي بك المطاف الى اليأس والاحباط .. لو كانت لله تعالى حكمة في التأخير !
* أنت تقول : لايعقل بعد سنين من ألمنا وصبرنا .. أن تنتهي كل هذه الأحداث المتطابقة مع الروايات .. و التي تشكلت اليوم كلوحة واحدة لاسابقة لها منذ غيبته .. لنعود وننتظر عقوداً وقرون .. تتشكل فيها الأحداث مرة أخرى من البداية .. وتكبر في عيون أحفادنا .. مرسومة بريشة الدم والمعاناة .. بينما نذهب الى قبورنا حاملين معنا حلم اللقاء الذي لم يتحقق .
• وأنا أخاف عليك من هذه الـ ( لايعقل ).
يتبع في الحلقة الثانية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat