اطفالنا ..بين المطرقة و السندان
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ماجد اسد

من بين الامثلة التي تستحقها ان تذكر ونحن نراقب مايحدث من تدمير لمدننا ان كانت عبر الفوضى المباشرة والمواجهات اليومية او التي يجري التستر عليها والتغاظي عنها المثال المعروف والقائل : بين المطرقة والسندان !
ولسنا بحاجة الى تفكيك الوضع والتوقف عند الاسباب كي نعيد قراءة النتائج . فالبلدان مكونة من : سلطة - وجماهير ولسنا بصدد الدفاع عن اية سلطة . فالسلطة منذ نشأت وتكونت لها .. بنيتها ومرتكزاتها .. وتنويعاتها في التطبيق .
والشعوب هي الاخرى لديها تاريخها في الاستجابة والاعتراض . مما جعل العلاقة بينهما سلسلة تارة و معقدة تارة اخرى ، تجري بصمت تارة ثالثة او تعلن عن غليانها تارة رابعة .. الخ .
انها علاقة ترجع الى الازمنة التي رسمت اشكال هذه العلاقة عبر العصور ... كي نراها اليوم وقد بلغت ذروتها في ما حدث - ويحدث - من مواجهات بين فصائل من الشعب وانظمته : مواجهات اتسمت بالعنف و القسوة والتخريب ... الخ .
ولعل اكثر من اصابة الاذى هنا هم : الاطفال فأذا كانت الخسائر لا تحصى على صعيد الضحايا والموارد وهدم المدن وتخريب البنى الاقتصادية والثقافية والحضارية، فأن مصائر ملايين الاطفال العرب اصبحت شاهدا على هذا الصدام كي ينطبق عليه المثل : بين المطرقة و السندان !
الاطفال المشردون ... والاطفال الذين لا عمل لهم غير التسول ... والسرقة ... واختيار اقصى الاختيارات بعد انتشار الفوضى والقتل ... والاطفال الذين يعملون وهم في سن البراعم والورود ... والاطفال الذين تركو مدارسهم التي خربت او التي في طريقها الى التخريب .. اطفالنا اليوم اصبحوا بين المطرقة والسندان على نحو لا يحتمل الصمت او التبرير او التأجيل .
المطرقة المزدوجة التي تضرب بها السلطة الشعب ، والمطرقة التي يضرب بها الشعب السلطة ، حيث الخسائر في الاخير تأتي نتيجة استخدام العنف وكأنه لم يستهدف الا مستقبل البلاد وليس مستقبل اية سلطة .. او زعيم .. او تيار .. او كتلة .. او اي فصيل من الفصائل .. فأعداد الارامل .. والايتام .. والمشردين .. والمتسوليين .. و .. في زيادة فأي مستقبل هذا يولد من رماد العنف والعنف المضاد ...؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat