عدد القتلى في ليبيا يرتفع والإسلاميون المتشددون يستغلون الفوضى
تصاعدت الخسائر البشرية لمعركة السيطرة على طرابلس يوم الثلاثاء وقتلت جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية ثلاثة أشخاص في وسط ليبيا في خطوة تظهر أن المتشددين يمكن أن يستغلوا تجدد الفوضى.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن منشآت صحية محلية أعلنت عن مقتل 47 وإصابة 181 خلال الأيام الماضية مع سعي قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) لانتزاع السيطرة على العاصمة من الحكومة المعترف بها دوليا.
وهذا عدد أكبر من أي رقم أورده أي من الجانبين. ويبدو أن معظمهم من المقاتلين حسبما ذكر المتحدث باسم منظمة الصحة طارق جاساريفيتش في إفادة صحفية بجنيف وإن كان قد قال إن هناك قتلى مدنيين أيضا من بينهم طبيبان.
وانتزع الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، القائد السابق في جيش معمر القذافي، السيطرة على جنوب ليبيا هذا العام قبل أن يتوجه الشهر الحالي إلى العاصمة الساحلية حيث يتمركز عند طرفها الجنوبي.
وتسعى حكومة رئيس الوزراء فائز السراج (59 عاما) لمنع ذلك بمساعدة مجموعات مسلحة تقدمت من مصراتة في شاحنات خفيفة مزودة بأسلحة آلية.
ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى خطة سلام اقترحتها المنظمة الدولية لكن حفتر لم يبد استجابة حتى الآن.
وعلى مسافة بعيدة إلى الجنوب من طرابلس، قال سكان إن جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية هاجمت بلدة الفقهاء فقتلت ثلاثة أشخاص وخطفت واحدا قبل أن تلوذ بالفرار.
ويسيطر على الفقهاء مقاتلون موالون لحفتر الذي يبدي عداء للتطرف الإسلامي وإن كان خصومه يعتبرونه ديكتاتورا جديدا على شاكلة القذافي.
وتنشط الدولة الإسلامية في ليبيا مستغلة الفوضى التي تعم البلاد منذ الإطاحة بالقذافي قبل ثمانية أعوام بدعم غربي.
وسيطر التنظيم على مدينة سرت الساحلية في 2015 لكنه فقدها في أواخر 2016 أمام قوات محلية دعمتها ضربات جوية أمريكية مما دفعها للعمل سرا.
* مخاوف المهاجرين
يهدد احتمال انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية بعرقلة إمدادات النفط ويزيد من وتيرة الهجرة إلى أوروبا ويبدد الآمال في انتخابات تنهي التنافس بين إدارتين موازيتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.
وأصبحت ليبيا المعبر الرئيسي للمهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، وكثير منهم يتعرض للتعذيب والاغتصاب والابتزاز خلال رحلتهم.
أما من يتمكن منهم في التوجه بحرا إلى إيطاليا، فإنه يواجه الغرق أو النقل إلى مركز احتجاز في ظروف غير إنسانية وفق ما تقوله وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة. وتقول الوكالة إن عدد من يلقون حتفهم في الصحراء يزيد مرتين عن عدد الغارقين في البحر المتوسط.
وعبرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها الشديد إزاء تدهور الوضع سريعا وتقطع السبل بآلاف اللاجئين والمهاجرين في مراكز احتجاز في مناطق الصراع.
ونفذت طائرة حربية ضربة جوية على المطار الوحيد الذي يعمل في طرابلس يوم الاثنين. وإلى جانب الضحايا يتصاعد عدد النازحين الذي بلغ نحو 3400 في آخر إحصاء للأمم المتحدة.
إعلان
وأبدى مسؤولو الأمم المتحدة قلقهم إزاء احتمال استخدام المدنيين دروعا بشرية أو تجنيدهم قسرا للقتال.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه ”شعب ليبيا محاصر منذ فترة طويلة بين أطراف متحاربة عديدة، وبعض من أضعف الفئات تعاني بعضا من أشد الانتهاكات لحقوقهم الإنسانية“.
وأضافت ”أناشد كل الأطراف التوحد لتجنب مزيد من العنف وإراقة الدماء اللذين لا معنى لهما“.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat