صفحة الكاتب : محمد ابراهيم

التاريخ المشرقي المنسيّ ,المسلمون في الأندلس, بين محاكم التفتيش ,وحضارتهم التي أنارت ظلمات الغرب!!
محمد ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

{ تأثر الفنون الشعبيه الوطنيه في دول غربيه كإسبانيا والبرتغال بالمشرق ..}
أهم نوع من انواع الفنون الفلوكلوريه في إسبانيا هو الفلامنكو (flamengo) كموسيقي غناء وإداء, هو من أثار الثقافه العربيه ( الإسلاميه ) في الأندلس بالرغم من تململ البعض في اسبانيا عند سماعهم لذلك ( على ما يبدو..في كل أمه او بلد شرقآ كان أو غربآ, هناك بعض الجهال من التكفيريين أو المتطرفين !) لا بل هذا ينطبق على البرتغال اكثر للأسف,فهناك قلما تسمع او بالكاد أن تسمع عن أثر العرب على الفادو (fado) وهو الموسيقى الفلوكلوريه الوطنيه الرئيسيه في البرتغال وبرغم التأثير الواضح فيها للثقافه العربيه الأندلسيه!
وفي كلا الحالتين, حصل تطور كبير للفادو والفلامنغو بشكل خاص بين " الموريسكيين'' { مسلمي الأندلس ..} خلال تعرضهم للقمع والتعذيب والتمييزه والإستعباد والقتل في عصر محاكم التفتيش الوحشي{مخالفة بذلك لتعاليم المسيح والنصرانية الحقه حينها .. وباعتراف قسس ورهبان كثر من أصحاب الضمائر الحيه, ولكن التاريخ الغربي بشكل عام يتكلم بالكاد عن الأمر, ومعظمه ولا نقول كل التاريخ الغربي... يحصر ظلم محاكم التفتيش فقط باليهود والنساء المتهمات بالسحر وبالنصارى الخارجين عن الكنيسه الكاثوليكيه الخ .. وحسب إحصاء , كانوا ما بين ٣٠ إلى ٥٠ ألف ضحيه, بينما تجاوز من قتلته وعذبته محاكم التفتيش خلال سياساتهم القمعيه لمسلمي الأندلس الخمسة ملايين ضحيه وذلك حسب اعتراف بعض من مؤرخين وكتاب غربيين ذوو نزاهة تاريخيه ..} والذي لاحق مسلمي الأندلس حتى عند تنصيرهم بالقوه مراقبآ لأدنى تصرفاتهم لكي يعرف إن تنصروا حقآ ,فيا ويلهم إن لم يأكلوا لحم الخنزير..وأمام جموع متلهفه لعقابهم.. حتى مجرد الإغتسال والتطهر كان يعتبر جريمه وخروج عن النصرانيه..حينها.. فبالنسبه لمحاكم التفتيش, هذه العادات كانت تعتبر هرطقه لتشابهها مع عادات المسلمين وخاصة قبل الصلاة..لدرجة أن بعض الرهبان كانوا يتباهون باغتسالهم مرة واحده بالسنه .. كمثال على إيمانهم..
ولذلك, اعتاد الكثيرون من مسلمي الأندلس , على التعبير عن أحزانهم تارة وغضبهم تارة أخرى من الظلم الذي لحق بهم ..من خلال فنون شعبيه خاصة بهم, ولهذا نلاحظ النبرات الحزينة تارة والغاضبه تارة أخرى عند سماعنا إن'' للفلامنغو أو للفادو'' { حصل شيء مشابه مع أفارقة امريكا السود للتعبير عن أحزانهم خلال فترة النظام الإستعباد لهم في امريكا , فظهرت أنواع عده من الفنون التي عبر عما اختلجت به نفوسهم من حزن وشعور بالظلم , كالبلوز مثل..}, ولذلك, لم تكتفي الأنظمه الملكيه الأصوليه حينها, بالتهديد بالعقاب الجسدي فقط لمن بقي على قيد الحياة بين مسلمي الأندلس بحال شكت بسلوكهم , بل قامت أيضآ بمحاولة محو كل أثار أجدادهم أو أية معلومه تاريخيه تكشف أو تظهر تأثيرهم على شعوب إسبانيا والبرتغال أو أو أية شعوب أوروبية أخرىى { كالإيطالية مثلآ..} إن من ناحية الفنون الشعبيه, الاثنيه يعني العرقيه , المعماريه الإجتماعيه أو الثقافيه { هناك ألالاف من الكلمات من أصول عربيه - أندلسيه في كلا اللغتين ..الإسبانيه والبرتغاليه}وغيرها كثير, بل في بعض كتب مدرسيه, لا يذكرون تاريخ المسلمين في الأندلس إلا ببضعة سطور..هذا إن فعلوا.. مفضلين الكتابه عن عصور قروسطيه مظلمه أنتجت محاكم تفتيش بدلآ من الكلام عن حضاره عربيه مشرقيه أندلسيه { وبرغم بعض أخطاء هنا وهناك , ولكنها أقل من أخطاء غيرهم من أمم بكثير .. اقرأوا التاريخ..} ,كانت تعتبر منارة حضارية لكل الغرب ,والذي من خلالها استطاعت كل أوروبا أن تخرج من الظلمات إلى النور من خلال ما سمي بعصر النهضه أو الرينيسانس والتي بنت معظم نهضتها على ما تعلمته في جامعات الأندلس والدول المغاربيه والمشرقيه العربيه الإسلاميه ودرس فيها ألالاف من التلامذه من الذين قدموا من الغرب وتم قبولهم وبكل تسامح { وليس كما يدعي بعضهم جهلآ بالتاريخ أونفاقآ بعكس ذلك} , ومنهم شخصيات شهيره كالبابا سيلفستر الثاني { بين ٩٥٠- ١٠٠٣ .. ,وكان محبآ ومعجبآ للحضاره العربيه وإسلاميه ومصلحآ دينيآ وساعد في نهضة الغرب عن طريق إدخاله لبعض ما تعلمه في المشرق , ولذلك يقال أنه كسب الكثير من الأعداء حينها..}.. أو من خلال ترجمتهم لكل ما كانوا يحصلون عليه ولو بوزنه ذهبآ من مؤلفات ومخطوطات وكتب من الحضاره العربيه الإسلاميه المشرقيه ..ولكن للأسف, شتان ما بين التأثر بالمشرق والتعلم منه..وبين العرفان بالجميل !! 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/08



كتابة تعليق لموضوع : التاريخ المشرقي المنسيّ ,المسلمون في الأندلس, بين محاكم التفتيش ,وحضارتهم التي أنارت ظلمات الغرب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net