صفحة الكاتب : محمد ابراهيم

مأساة قرطاجه بالأمس...ومأسي الأمة اليوم !
محمد ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دراسة تاريخ قرطاجه وتاريخنا القديم وبخاصة ما قبل الإسلام بالمدرسه من خلال المناهج التعليميه الرسميه كدراستنا لتاريخ روما وبيزنطه يعني بشكل لا عمق فيه ولاعاطفه للأسف...بعكس دراسة الشعوب الغربيه لتاريخها بشغف { مثلآ,اليهود ' يقدسون ' ذكرى مقاومتهم للرومان في قلعة الماسادا بصحراء النقب ويرددون هذه الروايه ليل نهار مع أن بعض الباحثين وبينهم يهود قالوا بأنها اسطوره..
وفرنسا, تصرخ بأعلى صوتها بمناسبه وبغير مناسبه أنها ' أنقذت ' الغرب في معركة بواتيه من احتلال المشرق لأوروبا بعد أن تضخم الأمور مئات المرات ..مع أن المعركة انتهت بتعادل عمليآ بين جيش أندلسي بقيادة عبد الرحمن الغافقي وبين' قبائل الفرنك وأتباعهم من قبائل جرمانيه وثنيه ومرتزقه ' بقيادة الملقب بشارل مارتل ' , فبعد إصابة عبد الرحمان بسهم ,انسحب الجيش الأندلسي بهدوء بعد وفاة قائده وعاد إلى الأندلس..ولكن أكثر الروايات الغربيه تخترع أحداث لم تحصل عن بطولات زائفه مع أن شارل إياه شكر الأرباب لإنسحاب الجيش الأندلسي والذي كاد أن يربح المعركه.. بل ألفوا بفرنسا أغاني وقصائد شعر عن ذلك وأدعوا بأن 'جيش أوروبا النصرانيه انتصر واستطاع إيقاف المد المشرقي الإسلامي '.. مع أن القسم الكبير من جيش شارل هذا كان من قبائل وثنيه..بل معظم أوروبا نفسها كانت وثنيه قبل إعلان الكنسيه فيما بعد ' الجهاد المقدس ' لتنصيرها واستطاعوا فعل ذلك بعد مجازر وحروب كثيره بأوروبا.. ولكن هذه رواية أخرى.. }, ولكن , في معظم مدارسنا يقولوا لنا فقط بأن ' قرطاجه بتونس بنت صور بلبنان وخاضت حرب مع روما '...هكذا وبكل بروده وبلادة مشاعر ..وكأن أهل قرطاجه لم يكونوا أهلنا ولا من يحزنون, قرطاجه في الماضي كان من المفروض أن تعني لنا ما تعنيه اليوم القدس وأرض الكنعانين ,أجدادنا! 
لقد بحثت بعمق عن ما حصل بقرطاجه فعلآ بكتب أجنبيه للأسف ...وأكتشفت المأسي التي حصلت برقطاجه خاصه خلال الحرب البونيه( ٣)الثالثه ووحشية الروم وغدرهم برقطاجه بعد أن أقنعوا " ساستها"(كالعاده...فاشلين كساسة اليوم) بتسليم سلاح الشعب القرطاجي مقابل فك الحصار وإيقاف الحرب (ذكرني بما حصل لدول عربيه كثيره هذه الأيام) ورجع ساسة قرطاجه واقنعوا الشعب بعد جدال طويل بأن يقبل..وقبل الشعب, وسلموا سلاحهم ونكثت روما الامبرياليه بوعدها وبكل خسه..وأنذرت شعب قرطاجه بترك المدينه فورآ بإتجاه الصحراء بدون مؤنه ولا سلاح ولا أموالهم ولا مواشيهم و خيلهم..بل مشي على الأقدام وبإتجاه الصحراء..هكذا وبكل ساديه ووقاحه ووحشيه!
طبعآ حاول ساسة قرطاجه الاستجداء ورفضت روما...ورجع ساسة قرطاجه واعلموا شعبهم بذلك..فثارة ثائرتهم وقطعوا ساستهم ومزقوهم بأيديهم وأسنانهم (حسب الرواة الغربيين) وعندها بدأوا بإذابة الذهب والفضة وهدم كل ما يحوي المعادن ببيوتهم لصناعة السلاح ووقامت كل إمرأه قرطاجيه بقص شعرها لصناعة الأقواس وقاتلوا روما ثلاث سنين..من بيت إلى بيت ..بسلاحهم وأيديهم وبالحجاره وكبدوا الغزاة خسائر فادحه إلى أن إستشهد معظمهم ومن تبقى باعه الرومان في اسواق العبيد وبعض سكان قرطاجه استطاعوا الهرب لمناطق مجاوره أو كسر الحصار للرجوع إلى أرض الأجداد في لبنان وسوريا ...فهل روت مدارسنا ذلك لنا ؟ وهل قالوا أن من مات وقتل في قرطاجه كانوا شهداء لأنهم كانوا أهلنا ؟ وهل تعلم العرب من تاريخ الأجداد ؟ لا..وألف ..لا ,فها هم يقعون بنفس الأخطاء لأنهم لم يقرؤا تاريخهم بشكل صحيح..بل لأنهم أمة ' متهمه بعدم حبها للقراءه ' ..وبأنها حتى عندما تقرأ.. لا تحلل ولا تتعلم من دروس التاريخ !!
محمد إبراهيم,دراسات عليا تاريخ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/26



كتابة تعليق لموضوع : مأساة قرطاجه بالأمس...ومأسي الأمة اليوم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net