صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

دقة التوقيت
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اختيار التوقيت المناسب مهم جدا لانجاح أية مهمة ، ويبدو ان هناك من يأخذ على عاتقه مهمة زعزعة الوضع الأمني واشاعة الخوف في مجتمع بدأ يتنسم مؤخرا هواء الحرية وممارسة الحياة الطبيعية ..من هنا ، عاد مسلسل القتل المنظم ليظهر على السطح عبر مسلسل قتل كل من يشذ عن الاعراف والتقاليد وخاصة النساء من ناشطات وخبيرات تجميل وشهيرات في مجال الموضة والاعلانات ،فضلا عن نشر مقطع فيديو قديم في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه مجموعة من الشباب وقد تم اطلاق النار عليهم في أحد مقاهي العاصمة بغداد ..

قبل كل شيء ، لايجوز اعتبار القتل وسيلة لمعاقبة من يشذ عن اعراف المجتمع فليس من حق أي انسان قتل النفس التي منحها الله حق الحياة ، كما ان الدستور العراقي منح المواطن حق الحياة وحرية السلوك وليس من واجب أي جهة معاقبته على ذلك ، وماحدث مؤخرا يدل على هشاشة الوضع الامني وتسلط جهات تمتلك السلاح بعلم الدولة لتفرض مفاهيمها الدينية المتطرفة ، وقد يكون الغرض من ذلك هو ايصال رسالة من بعض الاحزاب المتطرفة بان المرحلة المقبلة يجب ألا تسودها صبغة العلمانية والتحرر التي بدا واضحا ان خطابات الساسة الاخيرة تنادي بها لكسب أطياف عديدة من المجتمع لم تعد تؤمن بتسيد الاحزاب الدينية والطائفية..هي اذن محاولة أخيرة لزعزعة الأمن بهدف تقويض أركان الحكومة وتأكيد عجزها عن حماية المواطن لتقليل حظوظها في سباق اختيار رئيس وزراء جديد قادر على حصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات للشعب وأهمها الأمان ، الأمر الذي يعيدنا الى مسألة اختيار التوقيت المناسب ، فمنذ ان علمنا ميكافيللي (ان الغاية تبرر الوسيلة ) في السياسة ، والسياسيون يلجأون الى اكثر الافعال انحطاطا وقذارة ليحققوا غاياتهم المرجوة ، ومناصب مهمة كالمناصب الرئاسية الثلاث تستحق أن تبذل من اجلها التضحيات الجسام من الأموال التي يقال انها كانت وراء الفوز بمنصب رئيس مجلس النواب والدماء العراقية البريئة التي تراق يوميا لافشال الحكومة الحالية وغلق منافذ الأمل امام  عودتها الى السلطة او –على أقل تقدير – حصول تحالفها على الرضى والقبول لغرض تشكيل الحكومة المقبلة ..

الى متى يظل المواطن العراقي وسيلة رخيصة لتنفيذ خطط وبرامج رجال السياسة ولماذا يستكثرون عليه العيش بأمان واستقرار نسبي على الأقل بعد ان يئس من تنفيذ مطالبه في توفير الخدمات وفرص العمل وماعاد يطمع الا في ممارسة حياته الطبيعية من دون خوف او تهديد ..سينتهي المسلسل دون شك مع نهاية سباق الفوز بالمغانم ولكنه لن يكون المسلسل الاخير بالتاكيد ، فالوجوه هي ذاتها ، وحتى ولو اختلفت لديها الغايات مستقبلا فسيظل المواطن المسكين هو وسيلتها الوحيدة لبلوغها !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/03



كتابة تعليق لموضوع : دقة التوقيت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net