صفحة الكاتب : شاكر فريد حسن

اي مثقف نريد ..؟!
شاكر فريد حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم يسبق للثقافة أن انحطت مثل هذا الانحطاط المريع والفظيع، بعد أن تحولت الى مهرجانات غنائية وكرنفالات مسرحية، وبعد أن قلب الكثير من " المثقفين "المزيفين ظهر المجن وغيروا جلودهم، وبصقوا على تاريخهم الفكري والتحقوا بالركب، واصبحوا مستاجرين وابواقًا للمؤسسة، وروضوا بسياسة العصا والجزرة، فباتوا دخلاء على المشهد الثقافي الذي يملأونه صراخًا وضجيجًا وجعجعة، ويتشدقون بشعارات زائفة وكاذبة وفكر مستهلك يمجد السلطان ويتغنى بالسلطة..!

نعم ... في خضم هذا المشهد الموبوء توارى دور المثقف الحقيقي الذي ينير الحقائق للناس، ويثري عالم الأفكار، ويدافع عن المبادىء الانسانية ويناصر القيم الاخلاقية الجمالية، ويثير وعي الجماهير حول القضايا الراهنة والمصيرية في اللحظات الفارقة.

لقد اختفى المثقف العضوي المشتبك والنقدي، الذي يستخدم معارفه وعلومه لجعل الناس أكثر انسانية وأقل وحشية، والذي يستخدم نشاطه لتسريع تقدم حرية الانسان وزيادة معرفته أينما كان، وظهر للعيان أدعياء الثقافة الذين لا يؤمنون بشيء سوى أنفسهم ولا يناصرون شيئًا الا مصالحهم، وينتسبون الى قضايا ليس لقناعتهم، في زمن أصبحت فيه الشجاعة استثناء والنذالة عرفًا والكذب والدجل مبدأً..!

نريد مثقفًا ملتزمًا بقضايا شعبه ولا يحيد عنه قيد انملة، مهما مورست عليه الضغوط السلطوية. مثقفًا لا يهادن ولا يركع، ولا يسقط في مستنقع الخيانة الفكرية... مثقفًا من طراز ابن رشد والفارابي وابن خلدون والمعري وحسين مروة ومهدي عامل ومحمد عابد الجابري وفولتير وروسو وغرامشي، وسواهم من دعاة العقل النقدي.

مثقفًا يقلده كل المثقفين،،ويكون قدوة لهم، محرضًا على استخدام العقل والعلم للوصول بالمجتمع الى ثقافة نقدية عقلانية متنورة وحرة، قادرة على وضع الصياغات والحلول لمشاكل الناس، وتجيب على اسئلة العصر.

حقًا اننا بحاجة الى مثقف عضوي جديد يعيش قصايا وهموم مجتمعه، ولا يتغرب عنه عبر الجدران العازلة والفقاعات النخبوية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر فريد حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/11



كتابة تعليق لموضوع : اي مثقف نريد ..؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net