صفحة الكاتب : د . محمد الغريفي

سلسلة كيف ننتخب؟/ ٤ - هل نشترك في الأنتخابات؟
د . محمد الغريفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سؤال متكرر يوجهه لي الأصدقاء وطلبتي يوميا، يبحثون عن جواب مقنع وشافي يخرجهم من حيرتهم، فهم يعلمون بأن الدورات الأنتخابية السابقة لم تحسن وضع العراق بل زادت مشكلاته للأسؤ، ويعلمون بأن الفساد أصبح ظاهرة طبيعية تتستر عليه المحاصصة، ويعلمون بأن الأنتخابات ستزور كما زورت في الدورات السابقة، ويعلمون بأن تغيير الأحزاب الحاكمة الفاسدة أصبح أملا مفقودا. ولذا يشككون من جدوى مشاركتهم في الأنتخابات، ويطرحون هذا السؤال هل نشارك في الأنتخابات؟.

جوابي دائما لهم بأن المشاركة في الأنتخابات أمر لازم وواجب وضروري وذلك للأسباب التالية:

١- من الجانب الاستراتيجي: تعتبر الأنتخابات فرصة للتغيير إذا أستغلها الشعب العراقي بشكل صحيح، وعرف كيف يختار المرشح الأفضل، وهذه الفرصة قد لا تتكرر الا بعد أربعة سنوات القادمة، فعلى الشعب العراقي بذل جهده في هذه الأنتخابات لأنقاذ نفسه والخروج من هذه المحنة.

٢- من الجانب القانوني: عدم مشاركة أغلب الشعب العراقي في الأنتخابات سيجعل الحصول على المقاعد البرلمانية أمر سهل بدون منافسة حقيقية، وسيسهل عودة الاحزاب الفاسدة من جديد.

٣- من الجانب السياسي: يلزم على الأغلبية الشعبية المشاركة في أنتخاب نوابهم، وعكس ذلك ستنفرد الأقلية بالسلطة، وستتحكم بثروات البلاد وبمصير الشعب، وستكون الأكثرية مظلومة والأقلية مرفهة.

٤- من الجانب الثوري: في حال تزوير الأنتخابات بفارق كبير لأصوات الأغلبية، فأن الأمة سوف تثور وتعلن أحتجاجها على التزوير، بخلاف لو كانت الأغلبية غير مشاركة في الأنتخابات فأن التزوير سيصبح سهل جدا لأن الأمة غيبت نفسها عن أنتخاب نوابها.

٥- من الجانب الفلسفي: العقل أثمن جوهرة يمتلكها الانسان، على الأنسان أن يعمل عقله في أنتخاب أفضل الخيارات المطروحة أمامه، ولا يحق له تعطيل هذه الجوهره ويندب حظه العاثر فيما بعد.

٦- من الجانب العرفي: الأعراف في جميع الأمم والشعوب بذل الجهد والفحص لأنتخاب أفضل المرشحين لحكومتهم، كذلك الحال في أعرافنا الأجتماعية عندما يتقدم خاطب من عائلة غير معروفة لخطبة فتاة من أسرة محترمة فأن أهلها يبذلون الجهد في الفحص والسؤال عنه والتأكد من حسن حاله وكفائته قبل الموافقة عليه، بينما أنتخاب الحكومة اكثر خطورة من خطبة الزواج، فيلزم بذل الجهد أكثر لأنتخاب المرشح الأصلح.

٧- من جانب حقوق الأنسان: الأنتخابات لتقرير حق المصير، من حق كل فرد بالأمة أن يشارك في تقرير مصيره لأنتخاب النائب الذي يمثله أمام الحكومة، عدم المشاركة معناه تنازل عن حقوقه التي أستحقها لأخرين لا يستحقونها.

٨- من الجانب الوطني: يجب على كل مواطن السعي لحماية وطنه من المخاطر والفتن الداخلية والخارجية، ولا يكون ذلك الا من خلال المشاركة الجماهيرية العامة لأنتخاب النخب الكفوئة لقيادة الوطن والنهوظ به نحو التقدم والرقي و الحضارة الأنسانية.

٩- من الجانب الشرعي: المرجعية الدينية في خطابات عديدة أوجبت المشاركة الشعبية العامة في الأنتخابات من أجل تقرير مصيرهم وأنقاذ بلدهم وأنتخاب نوابهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد الغريفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/07



كتابة تعليق لموضوع : سلسلة كيف ننتخب؟/ ٤ - هل نشترك في الأنتخابات؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net