الربح التجاري ام البعد الروحي؟!…
عبدالاله الشبيبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال تعالى في محكم كتابه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾. قد غرس الله عزوجل في قلوب المؤمنين الحنين إلى بيته والشوق إلى زيارته ففرض ذلك على المستطيع في العمر مرة واحدة. وإن هذه الفريضة الإلهية المهمة مثل بقية الفرائض والأحكام الدينية الأُخرى شرعت لصلاح الناس، وفرضت لفرض تربيتهم، وإصلاح أمرهم وبالهم أنفسهم فلا يعود شيء منها إلى الله سبحانه أبداً، فهو الغني عنهم جميعاً.
وقد عرفوا الحجّ هو القصد. والقصد هو النية إذن فالحج هو النية، يعني نية الوصول إلى الهدف كما يقول السيد محمد الصدر. إلا أن الفقهاء يقصدون من القصد: تطبيق تلك النية والسير في ذلك الهدف فعلًا. وبطبيعة الحال، فإن الحج الاعتياديّ لن يكون بدون ممارسة العمل وقطع الطريق بخلاف الحج المعنوي، فإن النية قد تكون كافية فيه فإن الله سبحانه غني عن المكان والزمان. وإنما يكون القصد إليه بالقلوب والعقول. وفي الحديث القدسي: لا يسعني أرضي وسمائي، ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن. المصدر: فقه الاخلاق.
وقد قال صاحب تفسير الميزان: الحجّ بالكسر هو القصد ثمّ اختصّ استعماله بقصد البيت على نهج مخصوص بيّنه الشرع. وقوله: سبيلاً تمييز عن قوله: استطاع.
والآية تتضمّن تشريع الحجّ إمضائاً لما شرّع لإبراهيم (عليه السلام) كما يدلّ عليه قوله تعالى حكاية لما خوطب به إبراهيم: ﴿وأذن في الناس بالحجّ﴾ الآية، ومن هنا يظهر أنّ وزان قوله: ﴿ولله على الناس﴾، وزان قوله تعالى: ﴿ومن دخله كان آمناً﴾ في كونه إخباراً عن تشريع سابق وإن كان من الممكن أن يكون إنشاءً على نحو الإمضاء لكنّ الأظهر من السياق هو الأوّل كما لا يخفى.
كما وذكر الفقهاء والعلماء مجموعة من شرائط لوجوب الحج ومنها البلوغ والعقل والحرية والاستطاعة، وتعتبر الاستطاعة الشرط الأساسي في وجوب الحج. وهي كلمة عرفها الفقهاء: توفر الزاد والراحة وتخلية السرب وضمان معيشة أهله خلال سفره. واعطوا للاستطاعة عده امور منها:
اولاً: السعة في الوقت، ومعنى ذلك وجود القدر الكافي من الوقت للذهاب إلى مكّة والقيام بالأعمال الواجبة هناك.
ثانياً: الأمن والسّلامة، وذلك بأن لا يكون خطراً على النفس أو المال أو العرض ذهاباً وإياباً وعند القيام بالأعمال، كما أنّ الحجّ لا يجب مباشرة على مستطيع لا يتمكّن من قطع المسافة او القيام بالأعمال لهرم أو مرض أو لعذر آخر.
ثالثاً: الزاد والرّاحلة، ومعنى الزاد هو وجود ما يتقوّت به في الطريق من المأكول والمشروب وسائر ما يحتاج إليه في سفره، أو وجود مقدار من المال يصرفه في سبيل ذلك ذهاباً وإيّاباً.
ومعنى الرّاحلة هو وجود وسيلة يتمكّن بها من قطع المسافة ذهاباً وإيّاباً، ويلزم في الزاد والرّاحلة أن يكونا ممّا يليق بحال المكلّف بحيث لا يكون في استعماله خله ولا ذله. المصدر: منهج الصالحين، ج2، ص137.
فالحج ركن من اركان الدين الحنيف، ووجوبه من الضروريات وانكار من كفر، وعليه يجب الحج على كل مكلف جامع للشرائط، ولكن في السنوات الاخيرة اصبح الحصول على مقعد للذهاب الى الحج وممارسة هذه الشعيرة الجليلة، فيها نوع كبير من العسر والحرج وإجراءات حكومية تعسفيه، وتحتاج الى اموال كبيرة لتنال المبتغى وتصل الى بيت الله عزوجل وتعانق الحجر الاسود.
بعد هذه المقدمة اذ اعلنت هيئة الحج مراجعة مقراتها، ودفع القسط الاول للفائزين للأعوام الخمسة المقبلة وهو (2.5) مليونان ونصف دينار لنفر الواحد.
علماً ان عدد الحجاج الذين يذهبوا في كل عام هو 33 الف او اكثر مع المحلق فاذا ضربنا هذا الرقم بخمس سنوات اي (33 في 5) يكون 165 الف عدد الحجاج للسنوات الخمسة المقبلة. ثم نضرب هذا العدد بـ 2.5 مليونان ونصف القسط الاول من المبلغ يكون الناتج(412) اربعة مليار وكسر.
هذا ما ستحصل عليه هيئة الحج خلال شهر واحد من الراغبين في اداء حج بيت الله الحرام وهو قسط واحد فقط. فاذا رجعنا الى عذر الهيئة والذي يقول "ان اخذ هذا القسط خلال شهر، والا حذف الاسم هو لبيان جدية الفائزين بقرعة الحج والحفاظ على استطاعتهم المادية وللحد من ظاهرة التنازلات". اذا انتم لم تقدموا تنازلات ولم تعملوا على تسهل المهام على الناس وتجعلوهم في حرج وضيق ويحتاج الى اربع او خمس سنوات حتى يصل له الدور.
ومن ثم تقول "ان الهيئة مؤسسة تمويل ذاتي والاموال التي تستحصلها من الفائزين يتم استثمارها بمشاريع استراتيجية". جيد اذا كانت الاموال تجمع للمشاريع الاستراتيجية فمن الاولى صرفها على الحجاج او تقليل من المبلغ عليهم لكون الهيئة لديها اموال وعندها مشاريع وهي مؤسسة حكومية.
وختمت الهيئة عذرها ان هذه الاموال التي تأخذ "لتقليل الكلفة على الحاج والتي تشهد ارتفاعاً عاماً بعد عام، بسبب ارتفاع السوق العالمي وخاصة في المملكة العربية السعودية حيث تم فرض ضريبة ما تسمى بالقيمة المضافة على السلع والخدمات". يعني كل هذه الاموال التي ستحصلون عليها هي لتقليل الكلفة على الحاج وان السعودية تصعد من الضرائب عليكم وتجعلكم في موقف محرج وانتم تزيدوا الغلة على مواطنيكم وتصعدوا عليهم.
عبدالاله الشبيبي

قال تعالى في محكم كتابه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾. قد غرس الله عزوجل في قلوب المؤمنين الحنين إلى بيته والشوق إلى زيارته ففرض ذلك على المستطيع في العمر مرة واحدة. وإن هذه الفريضة الإلهية المهمة مثل بقية الفرائض والأحكام الدينية الأُخرى شرعت لصلاح الناس، وفرضت لفرض تربيتهم، وإصلاح أمرهم وبالهم أنفسهم فلا يعود شيء منها إلى الله سبحانه أبداً، فهو الغني عنهم جميعاً.
وقد عرفوا الحجّ هو القصد. والقصد هو النية إذن فالحج هو النية، يعني نية الوصول إلى الهدف كما يقول السيد محمد الصدر. إلا أن الفقهاء يقصدون من القصد: تطبيق تلك النية والسير في ذلك الهدف فعلًا. وبطبيعة الحال، فإن الحج الاعتياديّ لن يكون بدون ممارسة العمل وقطع الطريق بخلاف الحج المعنوي، فإن النية قد تكون كافية فيه فإن الله سبحانه غني عن المكان والزمان. وإنما يكون القصد إليه بالقلوب والعقول. وفي الحديث القدسي: لا يسعني أرضي وسمائي، ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن. المصدر: فقه الاخلاق.
وقد قال صاحب تفسير الميزان: الحجّ بالكسر هو القصد ثمّ اختصّ استعماله بقصد البيت على نهج مخصوص بيّنه الشرع. وقوله: سبيلاً تمييز عن قوله: استطاع.
والآية تتضمّن تشريع الحجّ إمضائاً لما شرّع لإبراهيم (عليه السلام) كما يدلّ عليه قوله تعالى حكاية لما خوطب به إبراهيم: ﴿وأذن في الناس بالحجّ﴾ الآية، ومن هنا يظهر أنّ وزان قوله: ﴿ولله على الناس﴾، وزان قوله تعالى: ﴿ومن دخله كان آمناً﴾ في كونه إخباراً عن تشريع سابق وإن كان من الممكن أن يكون إنشاءً على نحو الإمضاء لكنّ الأظهر من السياق هو الأوّل كما لا يخفى.
كما وذكر الفقهاء والعلماء مجموعة من شرائط لوجوب الحج ومنها البلوغ والعقل والحرية والاستطاعة، وتعتبر الاستطاعة الشرط الأساسي في وجوب الحج. وهي كلمة عرفها الفقهاء: توفر الزاد والراحة وتخلية السرب وضمان معيشة أهله خلال سفره. واعطوا للاستطاعة عده امور منها:
اولاً: السعة في الوقت، ومعنى ذلك وجود القدر الكافي من الوقت للذهاب إلى مكّة والقيام بالأعمال الواجبة هناك.
ثانياً: الأمن والسّلامة، وذلك بأن لا يكون خطراً على النفس أو المال أو العرض ذهاباً وإياباً وعند القيام بالأعمال، كما أنّ الحجّ لا يجب مباشرة على مستطيع لا يتمكّن من قطع المسافة او القيام بالأعمال لهرم أو مرض أو لعذر آخر.
ثالثاً: الزاد والرّاحلة، ومعنى الزاد هو وجود ما يتقوّت به في الطريق من المأكول والمشروب وسائر ما يحتاج إليه في سفره، أو وجود مقدار من المال يصرفه في سبيل ذلك ذهاباً وإيّاباً.
ومعنى الرّاحلة هو وجود وسيلة يتمكّن بها من قطع المسافة ذهاباً وإيّاباً، ويلزم في الزاد والرّاحلة أن يكونا ممّا يليق بحال المكلّف بحيث لا يكون في استعماله خله ولا ذله. المصدر: منهج الصالحين، ج2، ص137.
فالحج ركن من اركان الدين الحنيف، ووجوبه من الضروريات وانكار من كفر، وعليه يجب الحج على كل مكلف جامع للشرائط، ولكن في السنوات الاخيرة اصبح الحصول على مقعد للذهاب الى الحج وممارسة هذه الشعيرة الجليلة، فيها نوع كبير من العسر والحرج وإجراءات حكومية تعسفيه، وتحتاج الى اموال كبيرة لتنال المبتغى وتصل الى بيت الله عزوجل وتعانق الحجر الاسود.
بعد هذه المقدمة اذ اعلنت هيئة الحج مراجعة مقراتها، ودفع القسط الاول للفائزين للأعوام الخمسة المقبلة وهو (2.5) مليونان ونصف دينار لنفر الواحد.
علماً ان عدد الحجاج الذين يذهبوا في كل عام هو 33 الف او اكثر مع المحلق فاذا ضربنا هذا الرقم بخمس سنوات اي (33 في 5) يكون 165 الف عدد الحجاج للسنوات الخمسة المقبلة. ثم نضرب هذا العدد بـ 2.5 مليونان ونصف القسط الاول من المبلغ يكون الناتج(412) اربعة مليار وكسر.
هذا ما ستحصل عليه هيئة الحج خلال شهر واحد من الراغبين في اداء حج بيت الله الحرام وهو قسط واحد فقط. فاذا رجعنا الى عذر الهيئة والذي يقول "ان اخذ هذا القسط خلال شهر، والا حذف الاسم هو لبيان جدية الفائزين بقرعة الحج والحفاظ على استطاعتهم المادية وللحد من ظاهرة التنازلات". اذا انتم لم تقدموا تنازلات ولم تعملوا على تسهل المهام على الناس وتجعلوهم في حرج وضيق ويحتاج الى اربع او خمس سنوات حتى يصل له الدور.
ومن ثم تقول "ان الهيئة مؤسسة تمويل ذاتي والاموال التي تستحصلها من الفائزين يتم استثمارها بمشاريع استراتيجية". جيد اذا كانت الاموال تجمع للمشاريع الاستراتيجية فمن الاولى صرفها على الحجاج او تقليل من المبلغ عليهم لكون الهيئة لديها اموال وعندها مشاريع وهي مؤسسة حكومية.
وختمت الهيئة عذرها ان هذه الاموال التي تأخذ "لتقليل الكلفة على الحاج والتي تشهد ارتفاعاً عاماً بعد عام، بسبب ارتفاع السوق العالمي وخاصة في المملكة العربية السعودية حيث تم فرض ضريبة ما تسمى بالقيمة المضافة على السلع والخدمات". يعني كل هذه الاموال التي ستحصلون عليها هي لتقليل الكلفة على الحاج وان السعودية تصعد من الضرائب عليكم وتجعلكم في موقف محرج وانتم تزيدوا الغلة على مواطنيكم وتصعدوا عليهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat