كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

تاكسي الفضائيات

وتاكسي الفضائيات ليس شخصا بعينه (وانما اكثر من شخص )  يطالعك  اينما توجه بك الريمونت كونترول .

حيث  تجده في كل فضائية  تؤجره ، جالسا قبالة المقدم  ، مرتديا ملابسا تنسجم مع توجهاته الحياتية ، زاخا على الاسماع  تحليلاته السياسية بلسان لايعرف الملل.

مامن مشكلة تطرح امامه الا  وناقشها وحللها وركبها ونبه على  الجانب الاسود فيها بقدرات الفيلسوف المستوعب لكل القضايا الكبرى والصغرى في العالم   :

(سياسية . اقتصادية . ثقافية . عقائدية .تاريخية . عرقية ........ )

انه  يتكلم بلباقة وانسيابية طارحا على الناس افكاره الفذة التي يرى فيها مركب النجاة الوحيد الذي ينقذ البلد من الخطر .

 ووفق قناعته الذاتية فأنه لايقل شأنا عن افلاطون وارسطو وشيشرون وبيكون وهوبز وروسو وميكافيلي وهيوم   ، وربما ، والله اعلم مافي الصدور ، قد  يرى بينه وبين نفسه انه فاقهم في التنظير السياسي وفي صياغة الشرائع والقوانين التي تجلب للناس تلك السعادة الضائعة مذ خلقوا .

هذا التاكسي المنتقد لكل حالة مهما حملت من ايجابيات ، والحامل حلولا تجعل منه (حلال مشاكل) بجداره ، وجدته بعد كثرة متابعة له ، لايختلف في تنظيراته عن رواد المقاهي الا بالصياغة اللغوية لكلامه ، فهومثلهم في (الذكاء الخارق ) يحل اعظم مشكلة خلال لحظات لاغير وهو يحتسي استكان الشاي او يدخن السيكارة او يطقطق في حباة مسبحته .

انه احد الكوارث الجديدة التي لاخلاص منها سوى الكف عن متابعة  الفضائيات الاخبارية والاتجاه نحو القنوات الفنية اوالرياضية تخلصا من القرف اليومي الذي لاينتهي .

 

طباعة
2018/01/05
3,794
تعليق

التعليقات

يوجد 1 تعليق على هذا المقال.

1
حسن عبد الرزاق من •
اعتذر عن الخطأ اللغوي الذي حصل في كلمة (جباة) والاصح (حبات) مع التقدير