لِهذهِ الأَسباب فانَّ العِبادي قادِرٌ عَلى خَوضِها! [٣]
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر

٤/ إِنَّ الحربَ على الفسادِ لا تستهدف السياسيِّين لشخوصهِم أَو لانتماءاتهِم السياسيَّة والحزبيَّة والعشائريَّة أَو لخلفيَّاتهم الفكريَّة والدينيَّة والمذهبيَّة والإثنيَّة أبداً! وإِنَّما تستهدفهُم كمسؤُولين تصدَّوا لموقعٍ عامٍّ فخانوا الأَمانة ولَم يحفَظوا العُهود ولَم يصونوا الحُقوق! فلماذا تُستنفر الأَحزاب والعشائر بمجرَّد أَن يُشارَ بالبنان إِلى [عِجلٍ سمينٍ] سرقَ أَو فشلَ؟!.
إِنَّ الذين يحوِّلونَ القضيَّة وكأَنَّها إِستهدافٌ شخصيٌّ أَو سياسيٌّ أَو حزبيٌّ إِنَّما لإنقاذِ [عجولٍ سمينةً حان وقتَ [حلبِها] قبل زجِّها خلفَ القُضبان!.
على العكسِ من ذلك، فَلَو أَنَّ الأَحزاب السياسيَّة كانت تمتلك ذرَّة من غِيرةٍ وشرفٍ وذرَّةٍ من حرصٍ على تاريخِها وسمعتِها لقدَّمت بنفسِها [العُجول السَّمينة] في صفوفها إِلى القضاء لتبرِئة ساحتَها من عارِ الفسادِ والفشل! ولكن لأَنَّ فسادها محميٌّ بالحزبِ وليس شخصيّاً ولذلك تخشى الأَحزاب مِن أَن يقفَ فاسدٌ واحدٌ من عناصرِها خلفَ القُضبان خشيةَ الفضيحة الحزبيَّة!.
ليسَ في الحربِ على الفسادِ أَيَّ إِستهدافٍ شخصيٍّ أَو حزبيٍّ! ولا ينبغي أَن يكون كذلك! وإِنَّ كلَّ مسؤُولٍ وسياسيٍّ ستستهدفهُ الحرب على الفساد حسبَ موقعهِ في الدَّولة وحسبَ حجم المسؤُوليَّة التي تحمَّلها والمدَّة التي قضاها في السُّلطة! فلا يُمْكِنُ مثلاً أَن نساوي بين مسؤُولٍ ظلَّ في السُّلطة [٨] سنوات يُمسك بكلِّ مفاصِل الدَّولة وفِي عهدهِ تمدَّدت فُقاعة الإرهابيِّين لتُسيطر على نِصف العراق! وفِي عهدهِ شهِدَ العراقيُّون جريمة العصر البشِعة وأَقصد بها [جريمة سبايكر] وفِي عهدهِ ضاعت ميزانيَّات الدَّولة الانفجاريَّة لعدَّةِ سنوات! وفِي عهدهِ أُهدِرت ميزانيَّة الدَّولة بأَكثر من [٦٠٠٠] مشروعٍ وهميٍّ! وفِي عهدهِ تمَّ تسليم كركوك للإقليم ليضمِنَ الولايةِ الثَّانية! وبينَ مَن وضعَ يدهُ على عدَّة أَمتار من الأَرض ليُقيمَ عليها سقفاً في منطقةٍ عشوائيَّةٍ يسترُ بها أُسرتهُ وأَطفالهُ الجِياع!.
٥/ وفِي الحربِ على الفسادِ لا ينفعُ إِستهداف صِغار اللُّصوص والتَّافهين من الفاسدينَ والفاشلينَ! وإِنَّما ينبغي فوراً البدء بـ [العُجول السَّمينة] التي سخَّرت أَدواتها بشتَّى الأَشكال!.
وفِي هَذِهِ الحرب المصيريَّة لا ينفع أَن يُقدِّم [العِجل السَّمين] كبشَ فداءٍ لذرِّ الرَّمادِ في العُيون ولابعادِها عن ملاحقتهِ تحديداً! كما فعلَ ذلك قَبْلَ عدَّة أَيَّام [كبيرهُم الَّذي علَّمهُم الفساد] عندما طردَ من صفوفهِ [حرامي بغداد] ككبشِ فداءٍ يُضلِّلُ بهِ الرَّأي العام ويحرِف الأَنظار عَنِ الحقيقةِ!.
كما أَنَّهُ في هَذِهِ الحربِ الوطنيَّة لا يجوزُ أَبداً التَّعامل مَعَ اللُّصوص والفاسدين بصفاتهِم الحزبيَّة أَو الكُتلويَّة وإِنَّما يلزم التَّعامل معهُم كمسؤُولين في الدَّولة أَفسدُوا فسرقُوا وتجاوزُوا على الحقِّ العام!.
وتأسيساً على هَذِهِ الحقيقة ينبغي أَن يتم التَّعامل معهُم من خلالِ القضاء وليس من خلالِ اللِّجان الانضباطيَّة الحزبيَّة مثلاً أَو ما أَشبه كما جرى ذلك مع [حرامي بغداد] و [حرامي البصرة] وآخرون!.
إِنَّهم لم يسرُقوا ميزانيَّة الحزب أَو الكُتلة ليُعاقَبوا حزبيَّاً وكُتلوِيّاً! وإِنَّما سرقوا من ميزانيَّة الدَّولة ومن أَموال الشَّعب وعرَّضوا البلاد للخطرِ! ولذلكَ يلزم التَّعامل معهُم من خلالِ مؤَسَّسات الدَّولة حصراً وليس المؤَسَّسات الحزبيَّة!.
*يتبع..
٢٦ تشرينِ أَلثَّاني ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat