صفحة الكاتب : حسين نعمه الكرعاوي

تُبنى الأرصفة, لِتُأكل الأرغفة
حسين نعمه الكرعاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الرصيف, هو عبارة عن مساحة صغيرة مخصصة لمرور المشاة, وعادة ما تكون مفصولة عن الطريق المخصص لسير المركبات, تفادياً للحوادث, وذلك إما برفعها عن الطريق, وإما بوضع حواجز تمنع اقتحام المركبات
هذه المنطقة.

يحدث أن تلك الأرصفة التي كانت مخصصة لسير المشاة, تحولت اليوم لتكون ملاذاً لمحلاتً وأكشاك صغيرة, ترقد على جوانب ذلك الرصيف, الذي في كل أنحاء العالم يكون مخصص للمشاة, الأ أنه في العراق يكون مخصص للأعمال التجارية, والجدير بالذكر أنه ملكٌ عام لا لشخصً واحد دون أخر, ويعتبر من الخطوط الحمراء التي يمنع تجاوزها, لانها تمثل تجاوزاً على حقوق المواطنِ, الذي يجد بتلك المساحةِ الصغيرة أماناً من حوادث السيارات, مبتعداً عنها على أمل أن تكون تلك المساحة امنة بما يكفي, لتحميه وتحافظ على سلامته, أو على الأقل يجد بقعة يستطيع السير عليها, بتقدير لحقوقه كمواطن لا أكثر, فالحقوق الأنسانية باتت تفتقد بين حيناً وأخر, الى أن نصل لمرحلة نقدس كل شيء وحقوقه الا الانسان, فعلى حسابهِ تنتزع الحقوق الاخرى.

شوارع العاصمةِ بغداد, باتت لا تخلوا أرصفتها من التجاوزات العديدة, لدرجة أن الرصيف بدأ يختفي تدريجياً, فمن جهةً تجد المواطن متجاوزاً عليه بحجة أنه يريد كسب العيش عن طريق كشكٍ صغير أو (بسطية) بالمصطلح العامي, ومن جهة أخرى نجد أن أمام كل مطعماً وكافتريا, وأمام كل كراجٍ أو مقهى أومعرضٍ للسيارات, أو أي مكانٍ أخر متجاوزاً على الشارع, عندما تسأله من سمح لكَ بتجاوز الملكية العامة, فيقول لك بكل برودٍ أنها مؤجرة من أمانة بغداد بمبلغ شهري كان أو سنوي, وما بين المواطنِ والأمانة, تضيع حقوقنا في ذلك الرصيف.

طرفا المعادلة يجب أن يفقها أن المحيط أوسع من أن يكون حلقة مهمولة بينهما, فلا المواطن من حقهِ التجاوز, ولا الأمانة من حقها تأجيير الملكية العامة, فأذا كان الرصيف اليوم يؤجر؟ فماذا سنرى في الغد ؟
يجب أن توضع حدودٍ وأسعة وشاسعة, تقف بالضد تجاه أي تجاوزات حكومية كانت أو مدنية, فالحق العام يبقى حق المواطنين جميعاً وليس ملكية فردية لأحد, والدولة أن وجدت فهي من واجبها تأمين حقوق المواطن والعمل على ارتقائها, وليس العمل على أنتزاعها دون أي شعوراً بالمسؤولية, وأن صمت الأمس يُبيح لهم سرقة اليوم, وأذا أستمر صمت اليوم لا نعتب على طرفً أذا رأينا ما لا يليق بنا في الغد .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين نعمه الكرعاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/27



كتابة تعليق لموضوع : تُبنى الأرصفة, لِتُأكل الأرغفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net