صفحة الكاتب : حيدر الحجامي

"استغاثة "أور نمو "
حيدر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 نشرت إحدى الصحف المحلية تقريراً  من خلاله الى واقع الآثار العراقية في
مدينة أقل ما توصف على أنها "مدينة يعيش بقربها التاريخ ".
مدينة كانت في يوم ما عاصمة العالم ومفجرة لأولى حضاراته ، لكنها اليوم
لا تلقي أي إذن صاغية لاستغاثات ملك الجهات الأربعة وهو يعلو زقورتها
المعرضة "لكاتيوشا " المقاومة ، ليخاطب الإله "سين " بحس عراقي يائس :
أيها الرب العظيم ...سين خلصني من ظلمة ليل الناصرية المخيف ومجنزرات
أمريكا الطامحة والطامعة .!!
يمكنني إن اسمع "أور نمو" يستغيث دون إن يجد من ينصره  سوى صوت امرأة "
عراقية اسمها "السيدة وصال مديرة هيئة الآثار في المدينة تحدثت لمراسل
الجريدة بألم وحسرة عن مدينة تتلاشى بعد إن صمدت لآلاف الأعوام .بوجه
التغيرات والتقلبات التي عاشتها بلاد "ما بين النهرين " ، أحاديث  السيدة
وقبلها الخبراء أكدت   لنا حكاية ضياع المليارات التي تشبه السيل على
عمليات تجميل بائسة واكساء شوارع لا تدوم سوى أشهر معدودة لتدخل في فضاء
الخراب من جديد ..!."اورنمو" كان ملكاً جباراً عظيماً أسس مملكة سومرية
سادت هذه الأرض وأرسى لبنات التكوين الأول لظهور التشريعات القانونية في
هذه البلاد قبل حمورابي ومنها انطلقت الى العالم الخارجي حين كانت
البشرية تغوص في ظلامها العميق . "اورنمو " أدعى إن الإلهة فوضته ليحكم
باسمها .لكنه يبدو اليوم أكثر عجزاً حتى في الدفاع عن قبره "الملكي" ،
فجنود السيد "أوباما "ربما يخططون ألان للبقاء مدة أطول بالقرب من ملك
الجهات الأربع .! والصواريخ تترى والمقبرة الملكية  في حالة يرثى لها
..في حديث السيدة العراقية الفاضلة "شكوى " وتبرم من فشل  يبدو انه يلاحق
الحلم الذي انقلب كابوساً بفعل "ارتجاليتنا" اللا مبررة مرة وبفعل ظاهرة
"الأفول" المتنامي لمفهوم الدولة الوطنية ،  وشيوع "الانتهازية " لدى
الكثير من  المسؤولين  الذي وصلوا  الى مركز القرار السياسي ، وتخلوا عن
ابسط أخلاقيات  السياسة في  تقديم الخدمة العامة على المصلحة الشخصية ،
العديد  من مسؤولي الدولة ما بعد 2003 م يتعاملون مع العراق كــ"دكان
لبيع البترول " ليس إلا . فلا يمكن لشخص إن يقيم في دكانه أكثر من ساعات
العمل من ثم يغادر الى مكان أقامته الطبيعي ، وسنوات التغيير شهدت انتهاء
الكثير من عقود السياسيين الذين سارعوا الى الرجوع من حيث اتو فرحين بما
حملوه من "ملايين ومليارات " من بلاد مدمرة .في العودة الى استغاثة
السيدة العراقية وهي تحذر من انهيار المقبرة الملكية بفعل عوامل التعرية
المستمرة ، تجدها أكثر قناعة منا نحن بأن الحديث سيبقى حبراً على ورق ،
فهي تروي لنا قصة محافظة فيها من المسؤولين ما يكفي لإدارة دولة ومع ذلك
لم يجرؤ احدهم على الإقدام لزيارة متحفها الذي لا يبعد سوى 300م عن منزل
المحافظ ونائبه الأول ، إما النائب الثاني فيضطر يوميا  للمرور بالقرب من
المتحف  ، وإذا وجدنا العذر للمحافظ ونوابه لكثرة الايفادات "المطولة "
فكيف سنجد عذراً لــ7معاونين للمحافظ ، مضافاً إليهم 7مستشارين لا يجدون
عملاً سوى تفكيك أحاجي الصحف الصباحية "المجانية". هل يمكنني  إن أوجه
دعوة الى السيد المحافظ ونوابه ومعاونيه ومستشاريه ومقربيه الى زيارة هذا
المتحف والاستماع الى شكاوى موظفيه التي بثوها عبر الجريدة ،ليثبتوا لي
بالدليل أنهم حريصون على المدينة وتراثها .أظن ذلك.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/15



كتابة تعليق لموضوع : "استغاثة "أور نمو "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net