استيقظ فجأة وهو يلهث في تنفس سريع مضطرب الحال، يحاول أن يتذكر الرؤيا بوضوح
صرخ أحمد طارق غاضباً مستنكراً خوّف الجميع عليه، وكأنه الطفل المدلل في الجبهة:ـ الرجاء
حشدك ابكل اقتدار واصل اليوم المسار
العفو أستاذ غسان.. أنا جئتك وأريد أن أبدأ بداية اخرى تليق بك، لابد أن تكون بداية مفعمة بالمحبة
مازال عطره يفوح في كل مكان, وما زالت صِوَرِهِ تتراءى في جدران البيت,
التي لم تودع شهدائها الخمسة من اجل الشرف
كأنك الشيء الملموس ، الذي ضيعتُ نعومته منذ زمن ..
تمر علينا في مثل هذه الأيام المباركة الذكرى السنوية الثالثة لفتوى الجهاد الكفائي...
نحن لانهزم ومنا عطاء الدم, في مشهد تختلط فيه دموع الحزن مع أهات الوطن,
ليست قصة من نسج الخيال او سيناريو وضع لفلم حربي بل هي قصة الشهيد الحي الذي استجاب له الامام الحسين عليه السلام
سمعت صوت أقدامه متسارعة على درجات سلم منزله ,
قبل كتابتي لهذه السطور، كنت في صراع داخلي مع نفسي،
مهند شاب من سكنة مدينة الثورة في بغداد, مدينة الفقراء التي تغيرت تسميتها مرارا لتصبح اليوم باسم مدينة
بصمت هاجت الأعصاب وبسكون إهتزت المشاعر وتفجر الوجدان وساد الحزن في...
هنا قبل عام تسارعت خطى الأبطال الذين وفدوا من كل مكان ترفرف فوق رؤوسهم...
يحدق في شباك الحرية، جثته الثقيلة تعتلي الأرض، وروحه الشهيدة تحلق في سماء الوجود طالبة
الأعم الأغلب من الجيوش التي خاضت حروب، وخاصة تلك التي تكون في المدن،
عم الوجوم جميع ابناء الفوج ، ولا أحد يدري كيف تجرأ هذا المقاتل ليقول لآمر فوجه ... الرجل المحبوب