بكلماتٍ ملؤها الغضب والحنق الشديد، والحسرة والندامة والخيبة، والألم والقهر والفشل، وبمفرداتٍ تنز
مع دخول الانتفاضة الفلسطينية الثالثة النصف الثاني من عامها الأول، وبعد مضي ستة أشهر على انطلاقتها مطلع أكتوبر
لم يكن قاتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف هو المجرم الصهيوني الوحيد، كما لم يكن الأول
بعيداً عن الجهات التي نظمت ونسقت، وشاركت وساهمت، وسهلت ويسرت، وكان لها دور كبير أو صغير، مباشر
لغطٌ شديدٌ دار حول الهبة الكريمة التي تقدمت بها الجمهورية الإسلامية في إيران لدعم انتفاضة القدس الثالثة، ومساندة الشعب
يشيع العدو الإسرائيلي عبر وسائل إعلامه وكتابه ورجال الإعلام والفكر فيه، ومن خلال تصريحات العديد من قياداته
كأن كل ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه على مدى أكثر من خمسة أشهر في عموم أرض فلسطين
مخيمٌ صغيرٌ في مساحته، ومحدودٌ في قدراته، قليل السكان، وقريبٌ من مراكز الاحتلال،
فلسطين في تونس حاضرةٌ أبداً ولا تغيب، تتقدم على كل الهموم والمشاكل، وتتصدر الاهتمامات والمشاغل، وقد سكنت سويداء
كأن وزير دفاع جيش الاحتلال موشيه يعالون ورئيس أركانه غادي آيزنكوت مقصران في عملهما، ومهملان في واجبهما، ولا يؤديان
اقتل وارتقِ، ابطش وترقى، وكن مجرماً وتدرج، ومارس الجريمة تكون نبيلاً، واسفك الدم تسمو، واقتل النفس تسعد، وكن عنيفاً تتقدم،
كأنه لا يكفي الشعب الفلسطيني ما يواجهه في ظل انتفاضته المباركة، من جيش الاحتلال الإسرائيلي
زوهر هدروم هو الاسم العبري الذي أطلقه جيش العدو ومخابراته على عملية مكافحة أنفاق المقاومة في قطاع غزة
الإسرائيليون لا يريدون الانتفاضة ولا يحبونها، ويحلمون في اليوم الذي فيه تنتهي وتتوقف فعالياتها، ويتبدد
باتت مدينة القدس التي يتبجح الإسرائيليون أنها مدينتهم القديمة، وأنها أورشاليم اليهودية، وأنها عاصمة مملكتهم القديمة،
كشف إعلام العدو الإسرائيلي في تقاريره التي قامت ببثها في الأيام القليلة الماضية وسائلُ إعلامه المختلفة، أن مصورين
تمخر الانتفاضة الفلسطينية عباب شهرها الخامس وهي على حالها من القوة والعنفوان،
بكل بجاحةٍ ووقاحةٍ وقلة أدب، وسفاهةٍ وبلادةٍ وقلة ذوق، ينشر الإسرائيليون صور المجرم عميرام بن اورليئال الذي
