شهرزاد : هل يكفي أن نرسم صورة طيبة للناس من حولنا ، ونطبع على وجوههم إبتسامة حالمة ؟
شهرزاد : كأن عاشق الكرخ الذي قصصت علينا حكايته في المرة السابقة كان بحاجة الى صدمة ترفع الستارة بين أفكاره وذاته..
شهرزاد : يخيّل اليّ ياشهريار أننا بحاجة الى كهف تحجبه مياه شلال ، أو معبد قديم لا أنس فيه ولا جان
شهرزاد : ألا ترى أننا نجهل في كثير من الأحيان ما يفكر به الآخرون ، فكيف لنا أن نغيّر تصوراتنا...
ثقي ياشهرزاد بما سأقوله لك : إن كانت الإبتسامة مفتاح للقلوب فان الكلمة الطيبة بلسم لجراحها وغذاء للروح ومنار للعقول.
تعلمين ياشهرزاد أن الأطباء في عصرنا هذا فهموا قيمة الإبتسامة في شفاء العلل الجسدية والنفسية ،
قلنا في المرة السابقة إن المازوحي الذي يعمل موظف استعلامات بمستشفى نود زيارة مريض
لأنها اللغة التي يفهمها الجميع فهي قادرة بلا شك على إيصال المعاني المقصودة ..
هل تعلمين ياشهرزاد أننا حينما نبتسم بصدق تنشرح لنا الصدور بلا إستئذان ، فالإبتسامة مفاتيح
إبتسم في الحالات كلها لتكون سعيدا
شهريار : وعدتك في المرة السابقة أن اضرب لك مثلا حيا لعلاج أحد الساديين المترنح تحت عباءة المازوخية
أخبريني يا شهرزاد هل تعرفين هدفا في الحياة أسمى من انتشال إنسان غارق في ظلمات العداوة والكراهية...
شهريار : وعدتك في المرة السابقة ان نرد على أصحاب الآراء الثلاثة لنؤكد ان العدوانية خلقٌ مكتسب ودخيل على النفس البشرية
شهرزاد :قصصت علينا ياشهريار قصة مؤثرة في المرة السابقة ،وهي تبعث الأمل في إمكانية إصلاح المزعجين...
قالت شهرزاد: أتعبتني روح العدوانية لدى الكثيرين من حولي، في غالب الأحيان لا أجد تفسيرا منطقيا لها ،
شهريار: توقفنا في المرة السابقة عند سؤالك ياشهرزاد عمّا سيفعله المسؤول الطيب وهل سيحقق
اجد ياشهرزاد أن معيار القلوب الطيبة هو موهبتها بالتمييز بين الخير والشر، والنفوس الكبيرة وحدها القادرة على الفصل...
أشك ياشهرزاد بأنك لا تعرفين :إننا جميعا نحب لكن القليل منّا لا يضع شروطا لإستمرار محبته ، فان إستعصى علينا تحقيقها...