صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

اذا تسوس المجتمع ... اقلع فمهُ !
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعريف التسوس : هو إهمال من قبل صاحب الفم المسوس الأسنان الذي لا يرضخ لمقتضيات التنظيف لان فرشاة الأسنان ومعجون التنظيف يعمل على طلائها بدرع قوي يتصدى لكل أشكال أمراض التسوس ، بما ان الفم أداة تلقيّ الطعام فأنت في حرب مستمرة، لذا ارتأينا ان نسرد  لك خياران أولهما العمل على مراعاة وتنفيذ ما يتطلب للحد من التسوس او قلع الفم لتستريح من مشاكل الأسنان ومساؤها.
يعتبر الفم ... أداة قلقلية وهي ليست بهذا الوصف بدءً لكنها حصلت عليه من خلال المتغيرات والأجواء المحيطة بها ،كان الفم في بداية ولادة الإنسان أداة للطعام تتمتع بكافة وسائل التقطيع والطحن وآلة المضغ  ولم يدرك ذلك الإنسان قيمة هذه الأداة إلا بعد السعي والمثابرة لاكتشاف ماهيتها وبالفعل قد تدرب على استخدام الفم ليصبح وسيلة تواصل سريعة لنقل المعلومة ولأخذ ما يريد من أجوبة على أسئلته.
بفضل الانقلابات التنظيمية لشخصية الفرد والتحولات الكثيرة اخذ الفم الجزء الأساس لنحت التاريخ على مسامع الراقدين تحت التراب والسامين في السماء والبعيدين في الفناء، تعددت أساليب التعبير في هذه الأداة المتقنة الصنع والمحفوفة بالإتقان والتمعن لتظهر النداء والكلام باسلوب جهوري او هادئ ، يحمل الحنين في نبراته او يعصف بــ زئير متشنج .. كل شخص يفسر معنى الصوت الذي يتلقاه، كما ويعتبر الفم احد حريات الشخص لأنه حر فيما يفعل به كأن يغلقه حتى الموت او يداور بين رحاه او ان يسدل لسانه لغرض مداعبته بأنامله ، او ان  يتكلم ويقول الحقيقة .
والحقيقة بحاجة إلى حقيقة لان استضاحة شحوب الأفعال المربكة بالنسبة إلى المترعين بالسلطة والتسلط بحاجة إلى دلائل واضحة شريطة ان تكون مدونة في قراطيس وعليها تواقيع وأختام وشهادة شهود ومستمسكات كي تثبت صحتها، لعل الكورس المدني حين يصرخ بصوت واحد يجب ان يأخذ بالحسبان بأنه متفق على شيء واحد ولا يعني بصوته خدمة شريحة معينة او فئة مستقطعة من المجتمع كــ تنظيم او حزب وما يحتشد في نفسية هذا الجمع هو المطالبة لبسط فراش الراحة تحت أقدامه .
خلقنا بأفواه تتكلم وتسأل وتسعى وتلكم على الدوام فهل نطلب من الطب الحديث التدخل في جينات تركيبتنا لولادة مواطنين بلا أفواه ؟؟ أيضا هناك مشكلة لان الأفواه حين تطالب لا يسمعها المنفذون فيجب استقطاع الأرجل والأيادي .. في هذه الحال قد نمتنع من المطالبة بحقوقنا وتبقى مشكلة أخرى على الدولة الرئيسة تنفيذها وهي الرعاية الشاملة لمتطلبات هذا الإنسان (المفصل حسب الطلب) الذي عمته مشاكل الفم القلقلي.
لنتصور شعب كبير تعداده الملايين يناغي أفراده بلغة الإشارة كيف يكون وضعهم؟.. كيف يترجمون التسويف المزروع وسط برامج تنفيذ الطلبات والازمات المحتشدة في إحدى كفي ميزان العدل.
حين تدخل في معادلة حسابية وتسترق من وقتك ساعة واحد لتستجمع كل الكلام الذي تناولته بداية صباحك لحين عودتك للمنزل ..كم حرفاً ذرفت وكم جملة نسجت؟.. ترى انك قرأت دستوراً بكل فقراته وحيثياته وأنت لم تغير مواقع الحروف من الكلمات إطلاقا لأنك تدور في نفس الدائرة التي تسعى للوصول لنهايتها او بدايتها.
لعلك وصلت إلى مضامين التشكيل الحقيقي لأداة الفم ، ان كنت تسعى لتعطيلها ما عليك سوى الإصرار بالمطالبة لإيقافها عن العمل لان هناك من لديهم ورشة عمل خاصة تعمل على تهديم الطواحن والقواطع أولا ومن ثم اقتلاع اللسان الكثير التدلي والتحرك الذي يخلق فوضى عارمة وقعقعة مربكة داخل جوف الفم  ثم نفخ الشفاه لتطبق على بعضها البعض. 
بهذا الحال قد أدت الجهات المختصة عملها بفضل الجهود الجبارة والتعاون المشترك ونلت مرادك دون تكلفة او أتعاب بحاجة إلى سدها.
هنا نطلب من القراء الأفاضل الامتناع عن استخدام جملة (الصوت الواحد) لأنها قد تؤدي إلى اقتلاع الفم من جذوره للقضاء على فيروس التسوس الذي أصاب البلد وعجزت كل العقاقير عن تهدأت آلامه او القضاء عليه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/23



كتابة تعليق لموضوع : اذا تسوس المجتمع ... اقلع فمهُ !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net