الصمت ابلغ لكن لماذا؟
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حين تصطبح بقول الباري عز وجل  ) اللـّهم اني توكلت عليك ( فإنك أتممت إحدى عزائم الصباح المباركة، لكن , العزائم و التمائم الأخرى تأتيك على شكل مراحل تتمخض عنها وسيلة النقل المـُستقـَلّـة ) الباص ) ، حين تستقله يجب عليك  إلقاء السلام كي تأخذ الرد المفضوح عطفاً و ترحاباً يُشرح القلب . و أنت في رياض السكون تشعر بأن حروف الهجاء تمر من فوقك أسرع من الصوت فتضطر الى الاختباء تحت مقعدك خوفاً من , و , على آرائك المتضاربة الاهواء .

 

 يحمل هؤلاء اليوميون حكايات و قصص عجائبية و أمثال تواكب الموضوع المطروق , ما يتناوله هؤلاء المستيقظون على نغم الوهم و حفيف الجوع هو جملة مشاريع حكومية التنفيذ / مواطنية المكسب .

 

يرى احد المتكلمين ان العراق لازال يغفو فوق زحاليف الهاوية , يتبرع هذا المتحدث بطرح موضوعة الكهرباء و مساوئها الطاغية فاسحا المجال لبدء سلسلة من التحليلات العلمية و المساجلات الفلسفية التي تضع حلولاً سريعة للتخلص من هذه المشكلة العويصة.

 

بعد دقائق من الحوار المتشنج ترى انك في مجلس النواب التحليلي حيث يتهيكل أفراد هذا الباص الصباحي على شكل مجاميع صغيرة تنمو باكتفائها الذاتي دون دعم او تسييس ، العجيب في هذه الحوارات انها غير قابلة لان تعالج المشكلة المطروحة .

 

 بعد الانتهاء من فرز أصوات المشاركين على تفعيل , او , تنفيذ , او , إلغاء هذا الموضوع , ترى ان النتيجة قد ارضت جميع الكتل دون استثناء اذ ان ) الباص ( الصباحي السيار يبدأ بإجهاض الأعضاء الكرام و طرحهم في أماكنهم المخصصة فلا يبقى في المجلس سوى صدى أزيزي يداعب مقاعد الركاب اليوميين .

 

 ان التضييف الذاتي لمثل هذه الحوارات يتطلب منك عدة أمور و سمات أولها ان يكون صوتك جهوري كي يصل إلى كل المتكلمين و يعمل على تكميم أفواههم ليستبيح رأيك آرائهم و يرتقي صوتك فوق مسامعهم ، و ان تكون ممن لا يعرفون معنى الأمل , و ان تجرد نفسك من حرف ( سين (  التسويف وهو حرف بادئ للأفعال المستقبلية القريبة كــ ) ســ  تقوم الحكومة ) ( ســ تعمل الجهات المختصة ) )....الخ.

 

ان كنت تملك هذه الصفات , يرجى منك التزام الصمت , و الاستماع فقط , لأن , في عراقنا الحبيب , الصمت , ابلغ من الكلام ,

 

فلا تقل ...

 

 (لماذا)؟.    

الموضوع السابق رحلة مع تحولات مفصلية4 (راح تتقسم، والله حرام! )

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat