صفحة الكاتب : زهراء احمد

ارفع الخيوط في دنيانا
زهراء احمد

 الذكرى كناقوس كنيسه يرن في عالم النسيان ...عالم ابتدعناه من اجل ان نوهم انفسنا بأن الامنا حقا اصبحت من الماضي ذكريات ...اشلاء عبارات ...رماد صور..او كدقيق قمح رسائل العشق الطوال طحناها كطحن الرحى بأقدامنا و مالنا من مبالاة .أترى الامنا حقاً ذكريات؟ لا لا لا انها ليست كذلك فأصدائها ترن في الأسماع مهما ابتعدنا عن ألمنا لكنه يبقى صداه في خاطرنا يجول...كناقوس كنيسه ان كنت بقربه سمعته و ان كنت في نهاية الشارع الطويل سمعته و ان كنت في مدينة اخرى تعلم متيقنا انه في زمن معين يدق...كذلك الذكريات يالها من كلمه لا مرافق لها إلا الدموع و كتم الأهات

اليوم ...حقا اني ادركت ان آهاتي و دمعاتي المذرفات كمطر هاطل من سماء رماديه على وجناتي كان سببها عدم الوفاء و زيف مشاعر الاصدقاء لكني وقفت...فكرت..قلت لنفسي ما هو الوفاء؟...أهو كلمة حفضتها شفاهنا ...و قلوبنا ما هو بالنسبة لها؟انعرف حقاً معنى الوفاء...ام غريبةٌ علينا هذه الكلمه؟
مرة وصفت صديقتي الوفاء بانه اسطوره فكتبت و قالت:يحكى ان الوفاء اسطوره حكاها عاشقٌ لأحفاده الصغار قبل النوم فغلبهم النعاس و وعدهم بأكمالها في الليله القادمه إلا أنه ادركه الموت و لم يعرفوا بقية الأسطوره و لم يدركوا معنى الوفاء فقط حفظوا اسمه...
و احدى صديقاتي كتبت عن الصداقه مسرحيه هزليه كان اسمها(تحول الواقع)حيث تحول المهرج الى رجل محارب من الساموراي يحمل فأساً ملطخه بالدم و بدله ملأ الدم اطرافها و وجهاً غطى الدم معالمه...و مشت على ارض مسرح الحياة متسائله..قائله...ما مصدر هذه الدماء؟ما مصدر هذه الدماء؟و اخرى كتبت بدمها و صبغته حبراً على ورق من اجل ان تثبت حبها لأنسان..و أي انسان؟....ذرفت له بدل الدمع دماً و اذا به يأتي بجره ليجمع بها قطرات دمها ..ليحتكرها..و يبيعها في زمن خيانته لمن يؤلمها اكثر و حقاً باع دمها و قبض الأجر و كان ألمها.واخرى لبست السواد على من كانت تضنهم اوفياء ...اما انا فكتبت قصائد طوال ..ناديت ذوي العقول ,قلت ما هو معنى الوفاء؟هل من مجيب؟اما لي من مجيب مالي غير هذا رجاء ...و فجاة اتاني صوت نبهني و انا في غفلة الحزن و اذا به صوت عجوز ذو منظر قبيح و عينان حادتان و ملابس رديئه ...كأنه عمري العتيق ذو الجرح العميق
و اخبرني عن صديقتي<كاتبة المسرحيه>فقال انها عرفت مصدر الدماء حيث كانت هذه الدماء لجثة شاب في منتصف عمره مقيد بالسلاسل و عندما سألت من هذا الرجل؟لماهو مقيد بالسلاسل؟اجابها العجوزانه صديق ذلك الرجل ..قالت:صديق؟كيف؟متى؟اين؟اجابها العجوزلأنه سلم مفاتحه الى شخص لا يستحق و كما اجاب صديقتي اجابني و قال لي ما معنى الوفاء....
إذا كنت وفية فلا تعتقدي ان الناس اوفياء انظري لهذا الرجل سالت دمائه على ارض الخيانه لما قدم وفائه لمن لا يعلم معنى الوفاء و هو للخيانة قرين
حقاً...حقاً..في دنيانا اصبح الوفاء اسطوره وما اكملت لنا.حفضنا اسمها و غابت عنا شمس الوفاء
لكن مهما كبر حجم الغيوم وسعت لأن تغيب عنا نور الوفاء فانا سنبقى نشعر بدفئه و يصلنا منه ضوء و لو كان ارفع من خيوط لميس في وقت ضحى ....
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهراء احمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/07


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : ارفع الخيوط في دنيانا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net