صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

المعرفة ثمرة كفاح للخروج من الظلمات الى النور
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في افلام الخيال العلمي يتم استبدال الازمنة والاشكال فالماضي يصبح مستقبلا و المستقبل ماضيا و حاضرا مرئيا ، وذلك عبر استخدام تقنيات سينمائية قائمة على فرضيات و احتمالات تجعل العملية الاخراجية مثيرة للانتباه و المتعة او القلق بحسب الغايات المعلنة او المخفية ! 
ولكن حركة الزمن الحقيقي ، لا ترحم ! فاذا كان الزمن ما زال يمتلك لغز انه لا يقاس بالحركة ان كانت تاريخية او مبنية على التصورات فانه سيتحول الى اداة لا تعرف الشفقة في التحولات وفي التصادمات . 
ولان تسارع الحياة بعد الثورات الكبرى في العلوم والصناعات والتقنيات و بعد زيادة السكان و اشتداد التنافس على الموارد والثروات ... الخ ، اصبح من اكثر الضروريات للبشر في التكيف مع هذه الانظمة .
فاصبحت المعرفة لا تكفي بحد ذاتها ان لم تتجدد مع الاضافات الحاصلة في شتى مجالات الحياة الفكرية و الاقتصادية والاجتماعية و الجمالية ... الخ . 
وليس لأنني ادعي ( المعرفة ) ساروي لكم هذه القصة لبطل من زماننا ، بل لأنني سأكون اول من لا يرحم ( وعيه ) ان توهم المعرفة ! 
هذا ( البطل ) الذي الفت النظر اليه ، لم اره اقتنى كتابا او تحدث عن كتابا جديد ، ولم ارى ذهب الى السينما و لم اسمع منه اشارة حول متابعة للمواقع بأنواعها المختلفة من النت الى الفيس بوك و غيرها يتزايد يوميا او يحدثني عن الفضائيات وعملها في عصر الهيجانات و الخراب و الامل ! 
و ليس هذا حسب ، بل اعترف لي انه : عرف العالم ! و عرف الدنيا ! فكدت اصدق ...! لأنني - للحق - مازلت ارث بعض عادات اسلافنا فرحت اصغي اليه ... فكان يتحدث بطلاقة عن المصائب التي واجهها في حياته و عن خساراته ثم راح يكيل الشتائم - وكأنها المدائح - للقدر و للزمان وللاخرين ! 
فقلت له بهدوء : هل تعرف ان اعظم منجزات رواد العلم في المجالات الاساسية من الفيزياء الى الوراثة ومن علم النفس الى الكيمياء و من الالكترونيات الى ما تحت الذرة و من مجرات الى الكوزرات ومن اللامرئيات الى كل ما يتلاشى في المرايا ... الخ ، قد اصبحت مقدمات لحقول لا نكاد نعرف شيئا عنها ...! فقال ببساطة : 
- الا تصدق ! فقلت له : 
- وهل تريد مني ان اصدقك ...؟! قال :
- نعم ! فقلت له : 
- ولماذا اصدقك و لا اصدق ان اعظم العقول البشرية اصبح جزءا من الماضي ! و الخبراء عندما يتحدثون عن تلك العبقريات فأنهم يتحدثون عن التدشينات الرائدة لها وليس عن اصل الانسان او عن الجاذبية او عن خرائط القرون الوسطى .
ولم استطع ان اخبرهم ان الزمن لا يرحم لانه وحده لن يترك اثرا الا للذين يدركون ان المعرفة وحدها تنقل الانسان من عصر الى عصر اخر ، اما اللذين لا يعتقدون بذلك فأنهم لا يخرجون من الحياة فحسب بل سيتحولون الى عقبات امام كل من يؤمن بالعمل الخلاق و القراءة العميقة لتحولات العالم والكد و البحث لان المعرفة ما هي الا ثمرة هذا كله ، دون اغفال انها غاية ابعد من وسائلها ، لكنها ليست هبة بل ثمرة كفاح للخروج من الظلمات الى النور !

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/24



كتابة تعليق لموضوع : المعرفة ثمرة كفاح للخروج من الظلمات الى النور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net