مع ان قلة من الناس لا يتمتعون بتوق للانعتاق ، او رغبة بالحرية و التحرر الا ان غالبية البشر ، خاصة بعد تبلور مفهوم الجماهير يجدون ( الحرية ) قضية من الصعب التنازل عنها .
فالقلة هنا لا تتردد عن اعلان قلقها من سيادة الاضطرابات و عامة الناس تجد العكس مدعاة للذهاب ابعد من الرتابة والسكون و الجمود .
و اياً كان معنى ( الحرية ) ان كانت نتيجة او سببا ، فأنه جزء من نظام لم يفارق الانسان ، منذ انشغل بقضايا الوجود وصولا الى تطلعاته غير القابلة للدحض او التدمير . وفي الحالتين فكل مجموعة بشرية و كل مجتمع يختلف بأختلاف نظامه في الاعراب عن حريته في التعبير و التجدد و الابتكار ، او في تقنين هذه الحاجات و هذه الرغبات الرمزية .
فعندما كان المجتمع يتمتع بأعلام موحد و بمعايير محددة و بصوت احادي ، لم يكن بأستطاعت الناس مغادرة مجتمع القناة الواحدة او النشيد الاوحد او الصوت المنفرد ... علما ان حتميت الكبت ستشكل ظاهرة لهذا المجتمع و تفرض اعرافها و احكامها على الناس .
ففي مجتمع القناة الواحدة يكاد الطفل و المرأة و الشاب والعالم والمثقف و الكهل ... الخ ، لا يمتلك قدرة تجاوز الحدود التي رسمت له ، و عندما يواجه مشكلة ما من المشكلات فأنه لا يمتلك الا مرجعية القناة الواحدة ذاتها ، يجد عندها الاجابات و الاضاحات الحاسمة !
ذلك المجتمع المبني بصرامة و المقيّد بالممنوعات يذكرنا بسكان كهف مظلم او بجزيرة نائية ، معزولة عن العالم ، او بسجن لا يعرف نزلائه الا ما يقوله السجان !
ثم فجأة لم تعد هناك قناة واحدة ، بل سيقفز العدد بعد هدم الاسوار و الجدران الى ما لا يحصى من وسائل التعبير و البث والنشر و الاتصال غير الخاضعة للتابوات او الممنوعات ...!
فأذا كان الكهف هو مصدر المعلومات الوحيد داخل ظلماته فأن الفضاء البديل بأنواره الحادة سيشكل سلسلة من الصدمات .. ذلك لأن هؤلاء اللذين كانو يتمتعون بالاحكام المؤبدة سيجدون حياتهم خارج الظلمات ، ولكن تحت انوار ساطعة لدرجة انها تتطلب زمناً كي يتلمسوا الوقائع المستحدثة !
انها حقيقة جديرة بالقراءة ... لا لأن تعاليم القناة الواحدة قد نسفت و بعثرت و تعرضت للدحض فحسب بل لان مجتمع القنوات المتعددة و المتنوعة و المختلفة بحاجة الى ادوات فهم ، توازي المسافة بينهما . وهي شبيه بالطرفة التي شاعت بين الناس .. القائلة : ان افواه الناس في مجتمع القناة الواحدة كانت محشوة بالقطن ، اما عندما جاء المجتمع المتنوع القنوات ، اي في زمن الديمقراطية فقد تم اخراج القطن من افواه هؤلاء الناس ليضعوه في اذانهم !!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مع ان قلة من الناس لا يتمتعون بتوق للانعتاق ، او رغبة بالحرية و التحرر الا ان غالبية البشر ، خاصة بعد تبلور مفهوم الجماهير يجدون ( الحرية ) قضية من الصعب التنازل عنها .
فالقلة هنا لا تتردد عن اعلان قلقها من سيادة الاضطرابات و عامة الناس تجد العكس مدعاة للذهاب ابعد من الرتابة والسكون و الجمود .
و اياً كان معنى ( الحرية ) ان كانت نتيجة او سببا ، فأنه جزء من نظام لم يفارق الانسان ، منذ انشغل بقضايا الوجود وصولا الى تطلعاته غير القابلة للدحض او التدمير . وفي الحالتين فكل مجموعة بشرية و كل مجتمع يختلف بأختلاف نظامه في الاعراب عن حريته في التعبير و التجدد و الابتكار ، او في تقنين هذه الحاجات و هذه الرغبات الرمزية .
فعندما كان المجتمع يتمتع بأعلام موحد و بمعايير محددة و بصوت احادي ، لم يكن بأستطاعت الناس مغادرة مجتمع القناة الواحدة او النشيد الاوحد او الصوت المنفرد ... علما ان حتميت الكبت ستشكل ظاهرة لهذا المجتمع و تفرض اعرافها و احكامها على الناس .
ففي مجتمع القناة الواحدة يكاد الطفل و المرأة و الشاب والعالم والمثقف و الكهل ... الخ ، لا يمتلك قدرة تجاوز الحدود التي رسمت له ، و عندما يواجه مشكلة ما من المشكلات فأنه لا يمتلك الا مرجعية القناة الواحدة ذاتها ، يجد عندها الاجابات و الاضاحات الحاسمة !
ذلك المجتمع المبني بصرامة و المقيّد بالممنوعات يذكرنا بسكان كهف مظلم او بجزيرة نائية ، معزولة عن العالم ، او بسجن لا يعرف نزلائه الا ما يقوله السجان !
ثم فجأة لم تعد هناك قناة واحدة ، بل سيقفز العدد بعد هدم الاسوار و الجدران الى ما لا يحصى من وسائل التعبير و البث والنشر و الاتصال غير الخاضعة للتابوات او الممنوعات ...!
فأذا كان الكهف هو مصدر المعلومات الوحيد داخل ظلماته فأن الفضاء البديل بأنواره الحادة سيشكل سلسلة من الصدمات .. ذلك لأن هؤلاء اللذين كانو يتمتعون بالاحكام المؤبدة سيجدون حياتهم خارج الظلمات ، ولكن تحت انوار ساطعة لدرجة انها تتطلب زمناً كي يتلمسوا الوقائع المستحدثة !
انها حقيقة جديرة بالقراءة ... لا لأن تعاليم القناة الواحدة قد نسفت و بعثرت و تعرضت للدحض فحسب بل لان مجتمع القنوات المتعددة و المتنوعة و المختلفة بحاجة الى ادوات فهم ، توازي المسافة بينهما . وهي شبيه بالطرفة التي شاعت بين الناس .. القائلة : ان افواه الناس في مجتمع القناة الواحدة كانت محشوة بالقطن ، اما عندما جاء المجتمع المتنوع القنوات ، اي في زمن الديمقراطية فقد تم اخراج القطن من افواه هؤلاء الناس ليضعوه في اذانهم !!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat