مهداة الى روح الشاعر السيد محمد علي النجار ( رحمه الله)
أرحْ كتفيكَ من همِّ الزمانِ ومن دهرٍ منازلهُ أماني
ومن جَوْرِ الليالي وهي ثقلٌ ومن تعبِ الحياةِ بلا ضمانِ
ومن نَكَدٍ الى نَكَدٍ شؤومٍ ومن عُمْرٍ تشتتَ كالدُّخانِ
نُقضِّي العمرَ ترهبُنا المنايا وننتظرُ المنايا كلَّ آنِ
نقولُ غداً سنصحو دونَ يأسٍ ونأمُلُ بالمُنَى قطفَ الرِّهانِ
تعاكسُنا المواسمُ في ضياها كما الرُّؤيا تبددُها المعاني
ونمشي في تَقلّبها خُضوعاً فيشهقُ غولُها شَعِثَ الكيانِ
وتذرفُ دمعَها منَّا المآقي ونخطو إنْ دنا ضوءُ التداني
هي الدنيا تُشابكُ مقلتيها فيضحك ُ سرُّها مما نعاني
تلوكُ بنا مصائبُها ابتلاءً ونُلوى إذْ نَشِبُّ على مِرانِ
فتغلبُنا بلا إذْنٍ مِراراً ويسحرُنا بها زَهْوُ الغَواني
لعلَّ الصبحَ فيها سوفَ يحلو يُناغينا بأفئدةٍ حَواني
أمانينا رقيقاتٌ لطافٌ وأحلامٌ معتقةٌ الدِّنانِ
لمَ الايامُ حُبْلى بارْتِعاشٍ يَدُبُّ بها مخاضٌ من دِهانِ
لِمَ الايامُ تجري باتجاهٍ ينوءُ بثقلهِ صبرُ الزَّمانِ ؟
لنا من حادثاتِ الدَّهرِ نوحٌ به العينانِ دمعاً تجريانِ
وتُطْعِمُنا الأسى وِرداً مُعنّى فَنَسْقيها الدَّموعَ بلا تواني
وتأكلُنا تِباعاً دونَ نُذْرٍ فنرحلُ بالتقادمِ كالثواني
ونفقدُ من أعزتنا حبيباً لنا كانَ العلاجَ من الطّعانِ
تودعُهُ الشِّغافُ شِغَافُ قلبي وقد ضمَّتهُ روحي بافْتِتانِ
هو الانسانُ أقَوالاً وفِعْلاً تزيّا في شمائلِهِ الحِسَانِ
أيا منْ كنتَ للأحبابِ قلباً وخِصْباً مُمْسِكاً بالصَّولجانِ
يفوحُ الذكرُ نجاراً ويَنْمى محمَّدُ مَعْ عليٍّ يرفلانِ
أذابَ القلبَ صمتُكَ وهو نُطْقٌ وألهَبَنِي رحيلُكَ ما شَجاني
نهجتَ الحقَّ دَرْباً من نَقاءٍ فلمْ تُغْرِرْكَ بَهْرَجَةُ الجُمانِ
أتمضي باسمَ المعنى ، ونبقى تُغَرْغِرُ بالدُّموعِ المُقْلتانِ !
فنمْ عندَ الأميرِ مُنَعَّماً لن يَمَسَّكَ في ثراهُ سِوى الأمانِ
ستَنْهَلُ من قِرى الرَّحمنِ رغداً وكوثرِهِ المحلّى والجِنانِ
وجدُكَ بانتظارِكَ مُسْتَضيفاً لتحظى بالشَّفاعةِ والحنانِ
وتبقى في القلوب لنا ضميراً تبددُ وحشةَ العُمْرِ المُدانِ
وتاريخاً من الابداعِ يزهو يضوع ُ الشِّعرُ فيه والاماني
لكَ القِدْحُ المُعلّى ابْتِداعاً تصوغُ الشِّعرَ تأريخاً لِفَانِ
وإنّي في الخطى أهديك شعراً بتأريخينِ صاغَهُما لساني
نعيتُ (الفردَ) في التاريخ (خُطُّوُا كأنّكَ والقوافي توأمانِ)
1- 615 + 91+ 234+ 498= 1438هـ
إذا الايامُ بالتاريخِ ( دالتْ أرحْ كتفيكَ من همِّ الزمانِ)
435+ 209+ 530+ 90+ 45+ 129= 1438هـ