صفحة الكاتب : عبيدة النعيمي

عمً الفساد في البلاد
عبيدة النعيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مع إقتراب موعد الإنتخابات، تتعالى أصوات المرشحين الدائميين، في إنتقاد السياسات العامة في البلاد، والسياسات الإقتصادية خاصة، مع انها تدور في محورهم، ولاتخرج على مدارهم، والتي تتركز على ظاهرة الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة، فيما يشن أطراف العملية السياسية، حملة لتراشق التهم، عبر التلويح بكشف ملفات العقود والصفقات المشبوهة، والمشاريع الوهمية، التي إستنزفت ميزانيات العراق الإنفجارية، وأخذ كل طرف ينبري لمهمة التصدي للفساد، ويطرح نفسه لقيادة مسيرة التغيير، ومواجهة المفسدين!!، مع ان شبهة الفساد، تلاحقه مثل غيره، وملفاته لاتقل فضائحاً عن أمثاله. 

 لكن، الفساد، ليس له عنوان شخصي، بعد أن توسع واستشرى، وأصبح عنواناً عاماً في البلاد، لذا من غير الممكن أن نحمل جهة، من دون أخرى، مسؤولية ضياع الأموال العراقية، وغياب الخطط المرحلية والستراتيجية، لبناء وطن أنهكته الحروب، وتبددت موارده النفطية الهائلة في مشاريع لم تر النور، في حين ظلت بناه التحتية مدمرة، وقطاعاته الإنتاجية معطلة، وأضحت مدنه الرئيسة الكبرى، خارج مقاييس المدنية. 

 ومن هنا لاتعدو عملية تبادل التهم، سوى محاولات للإسقاط السياسي، أحياناً، أو إلتفاف مقصود لمشاريع فساد مستقبلية، أو إبتزاز على مستوى تقاسم السلطة، عبر ممارسة دقيقة لتحقيق حالة التوازن من خلال إشعارات صوتية، توظف لها ماكنات الإعلام المأجورة، فيما أن قضية الفساد تجاوزت حد الإشارة الى شخوص معينين، مع إقرارنا بفسادهم، الى مستوى فساد دولة، ما يستدعي الى إعادة النظر بالتشخيص أولاً، قبل أية خطوة نقدم عليها لمحاربة إرهاب الفساد. 

 وعليه، لابد أن نقتنع بأن الفساد ليس حالة فردية، ولا ممارسة قطاعية، إذا ما أردنا أن نعيد حسابات وطن بات يتربع على المراتب المتقدمة في سلم الدول الأكثر فساداً في العالم، ولنتلوا معاً قوله تعالى : " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبيدة النعيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/28



كتابة تعليق لموضوع : عمً الفساد في البلاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net