كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الأم في عيدها المتألق

الحب وحده كالزمن كلاهما يصعب وضع تعريف اخير لهما ، فأذا كانت مفاهيم الزمن قد ارتبطت بالمكان .. والمسافة .. و التعاقب .. والمرور ، فأن شيء ما في الزمن ما زال يمتلك مداه الابعد والا ... لفقد الزمن لغزه وسره ودهشته و مداه هذا العجيب ! 
فالحب في هذا السياق هو الاخر يمتلك شيء ما غير هذا الذي جعل الحياة محتملة و تستحق هذا العناء و الشقاء والجهد . 
انه اللغز الكامل في الحب و المتجدد لا عبر العصور و الاجيال و الحضارات و الاسفار فحسب ، بل ابعد من ذلك كله ، و الا لكفة ارادة الوجود عن صيرورتها ! 
انما و نحن في وطن كتب اول اسلافنا فيه اول قصيدة عشق في العالم في فجر الحضارات ، في سومر لا نأمل الا ان نجدد هذا اللغز : هذا الذي كان قد اجتاز اقصى الازمنة و عبر من الظلمات الى النور و من الخراب الى الحضارة و من القهر الى الحرية . 
انه لا ينتهي بنهاية زمنه ولا يتوقف عند حد من الحدود ... فحبك ياامي علامة تجمعت فيها علامات الوفاء و النبل و الطهر و الصدق و التضحية ... علامة اجتمعت فيها ارادة قهر المستحيلات في وطن يقهر العنف .. و الفساد .. والمفسدين .. و الاعداء و نحو وطن تزدهر فيه المحبة و يزدهر فيه الابداع . 
الم اقل لكم اننا كلما تحدثنا عن الام ومحبتها لا نمتلك الا ان نراها اكثر اتساعا بالحياة، فهي حقا تتجدد مع كل فجر و مع كل وفاء و مع كل نضرة لهذه الحياة الجميلة . 
فلا حياة اذاً ، بلا حب ولا حب اذاً بدون ام فهي غابة حنان وباقة ورد للحب والامان .
طباعة
2017/03/21
2,232
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!